ومن لم يصوت فلا جمعة له ..

الخميس 6 أكتوبر, 2016 15:59 أسماء بن العربي
إحاطة -

الجمعة 7 أكتوبر هو يوم الانتخابات، اليوم الذي ينتظره المغاربة عامة والأحزاب خاصة، حيث كل حزب يسعى إلى ضمان أكبر عدد من الأصوات، فيلجأ بعضهم لوسائل متجاوزة كالبكاء أو أخذ الصور مع البسطاء والمرضى، أو مع الحرفيين، ليثبتوا أنهم يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام.. مثلنا جميعا.. كل هذه الأشياء رغم أنها تثير الاشمئزاز ولا يمكن للعاقل إلا أن يعتبرها “ضحكا على الذقون” لكن تبقى أقل ضررا ممن يربطون التصويت بالدين.
مؤخرا أجمع العديد من الدعاة والنشطاء على مواقع التواصل بوجوب التصويت للحزب ذي المرجعية الإسلامية نصرة للدين و حماية له من الأعداء، إلا أني لا أعرف ماهي الدلائل التي بنوا عليها موقفهم ودعواتهم.

قد نتفهم أن يدعم شخص حزبا لأنه اقتنع ببرنامجه الإنتخابي أو بسبب انتمائه الإيديولوجي، لكن لا يمكن أن نتفهم أبدا من يدعو للتصويت لحزب معين فقط نصرة للدين ويعتبر من لم يصوت له خارج الملة وفاسد، ألا يعلم هؤلاء أن الله سيسألك عن دينك ولن يسألك عن دين من يحكمك ؟ ألا يومن هؤلاء بقول ابن تيمية بأن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة؟ وبأن دين الحاكم لن يدخلك الجنة ولن يخرجك منها، وبأن أعمالك هي التي سوف تحاسب عليها؟ أليست قوة الإسلام تكمن في انعدام وسيط بين العبد وخالقه،فلماذا نسعى لوضع حاكم بينهما؟ وهل لتثبت إسلامك وإسلام حزبك تحتاج لفتاوي من شيخ؟
بهذا المنطق هل من يقيم في دولة غير مسلمة ومنحته حقوقه كاملة بما فيها حق التصويت، هل يعتبر تصويته كفر؟ ولماذا نفرح عندما يصوت غير المسلمين على المسلمين في البلدان الغربية؟ والبعض يعتبره انتصارا للاسلام وفتحا مبينا كما حدث مؤخرا عندما أصبح صادق خان المسلم عمدة للندن.
مجتمعاتنا المتدينة بطبعها تدعي التعايش و لا تتعايش، تنادي بحقوق الأقليات في بلدان الاخرين وتمنعها في بلدانها، تفرح بفوز من يشبهها في بلدان الغرب ويزعجها وجود من يختلف معها في بلدانها ولا تؤيد تقلده لمناصب مهمة. .هذه التفاصيل هي التي تفضح ازدواجية مواقفنا وتخلفنا ، فننشغل بالحديث عن ديانة الشخص و معتقداته ، وننسى الحديث عن مساره الحزبي والمهني، عن نجاحاته وبرامجه ورؤيته المستقبلية، لأننا ببساطة نعيش في مجتمع لم يتجاوز بعد الحديث عن الدين واللون والجنس، في مجتمع لا تقلقه مشاكله الاجتماعية بل للأسف يقلقه تدين الاخر فقط.