بعد تحقيقات دامت حوالي سنة، ألقى الأمن الإيطالي القبض على مغربية بمدينة تورينو، متهمة بـ”كراء” ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات لبيدوفيل إيطالي متقاعد يصل عمره إلى 75 سنة، استغلها جنسيا مقابل مبالغ مالية تفوق 100 أورو، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
واعتقلت قوات الشرطة الإيطالية حسب وسائل إعلام محلية بتورينو، أول أمس الأحد، أم الضحية التي تبلغ من العمر 36 سنة، بناء على أوامر أصدرها قاضي التحقيق أدريانا كوزينسا، إذ جرى اعتقالها بمعية صديقتها البالغة من العمر 32 سنة، لاتهامهما بتشكيل شبكة دعارة والتورط في التحريض على ممارسة البغاء، واستغلال القاصرين في جرائم جنسية والبيدوفيليا، حيث عملت المتهمة الثانية على جلب الزبناء وتحديد المواعيد المناسبة للالتقاء بهم.
وأفادت صحيفة “لا ستامبا تورينو” الإيطالية، أن الأم المتهمة كانت تجبر ابنتها على ممارسة الجنس مع البيدوفيل الإيطالي ”ڤان”، وتخبرها بأنها ترتكب ”خطيئة يعاقب عليها الله” إذا رفضت الاستجابة لطلباته، إذ نقلت الصحيفة عن الطفلة قولها ”كانت تقول لي، يجب أن تفعلي ما يطلبه منك ولو أراد منك أن تخلعي سرواله”.
وكشفت خيوط القضية بعدما لاحظ نادل بإحدى الحانات، أن البيدوفيل المتهم له اهتمام خاص بالضحية بشكل أثار شكوكه، بعدما لمحه أكثر من مرة برفقتها يقتني لها المثلجات، وهو ما دفعه للاتصال بالشرطة التي شرعت في إجراء تحرياتها، قبل أن توقع بالمتهم في حالة تلبس، حيث تم اعتقال العجوز الإيطالي وهو يمارس الجنس على الطفلة داخل شاحنة “فولسفاغن” صغيرة، ليبدأ بعدها توسيع دائرة التحقيقات.
وجرى نقل الطفلة مباشرة بعد اعتقال المتهم إلى مكان آمن و”مغلق”، في حين بدأت التحقيقات مع أم الضحية، التي صرحت للمحققين بأنها كانت تترك ابنتها مع المتهم، عن طيب خاطر لأنه ”يعاملها جيدا واقتنى لها الكتب والأدوات المدرسية”، كما أن الأسرة كانت تقيم بمنزله بعدما التقى بالأم بالصدفة بإحدى شوارع المدينة أياما عقب وصولها للبلد قادمة من المغرب رفقة ابنتيها.
ووصفت الطفلة وهي تبكي، المكان الذي كانت تقيم به رفقة والدتها بـ”الجحيم”، وذلك خلال الاستماع إلى تفاصيل الاعتداء عليها في جلسات العلاج النفسي، مضيفة ”كان يمنح والدتي الكثير من الأموال ويقتني لي المثلجات، وبعدها يرغماني على فعل ما يريدان”.
وشددت وسائل الإعلام الإيطالية على أن المحققين لم يصدقوا رواية الأم المتهمة، خاصة أن ”ضحية الاعتداء البيدوفيلي تشرع في البكاء كلما ذكر أمامها لقب (الجد) الذي كانت تخاطب به المتهم بالاعتداء عليها”، كما أن “المتهمة وابنتهما استمرتا في العيش بشكل عادي بعد إيداع المتهم السجن، رغم أنه كان يمولهما في السابق”، وهو ما دفع بالشرطة الإيطالية إلى التنصت على هاتفهما، حيث توصلت إلى ممارستهما للدعارة، إذ نقلت الصحافة الإيطالية عن المتهمة الثالثة في الملف وهي صديقة الأم، قولها في محادثة هاتفية، ”هناك مناسبات قادمة ستكون مربحة جدا”.
وبعد التحقيق مع المتهمتين، توصلت الشرطة إلى أنهما يحصلان على مبالغ مالية تبدأ من 30 أورو و تفوق 100 أورو مقابل خدمات جنسية لم تتورع الأم عن استغلال ابنتيها في تقديمها.
وأكد المدعي العام بالمدينة على ضرورة استماع المحققين لأخت الضحية لكشف المزيد عن خيوط هذه الجريمة، ولمعرفة إذا ما كانت الأم المتهمة استغلتها بدورها في جني الأموال مقابل الجنس حينما كانت قاصرا، بعدما استقرت رفقة ابنتيها بالمدينة الواقعة شمال إيطاليا، قادمة من المغرب في باخرة متوجهة للضفة الإسبانية. وكشفت التحقيقات أنه من بين زبناء المتهمتين والشقيقة الكبرى للضحية، إيطاليون وأجانب من مرتادي حانة ”بورتا بالازو”، كن يرافقنهم إلى منازلهم أو فنادقهم لممارسة الجنس.