صادق المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أول أمس الأحد، على اقتراح الأمانة العامة لمحمد يتيم رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن المرتقب انعقاده في الصيف المقبل. وتضم تشكيلة اللجنة، كذلك، قياديين آخرين في الحزب أبرزهم سليمان العمراني وعبد الحق العربي ونبيل شيخي ومصطفى الخلفي، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
واعتبر مراقبون أن تعيين “اليد اليمنى” لابن كيران على رأس الجنة التحضيرية مؤشر على دعم الأمين العام الحالي للحزب على رأس التنظيم لولاية ثالثة، وأن التعيين هو الخطوة الأولى لحشد التوجه نحو تجديد الثقة في ابن كيران، بما في ذلك تغيير القوانين الداخلية، فيما يرى مراقبون آخرون أن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ إنه يقسّم قياديي العدالة والتنمية حول الموضوع.
وتوقعت مصادر ” آخر ساعة” أن ينطلق النقاش حول مستقبل ابن كيران، بالموازاة مع انطلاق عملية التحضير للمؤتمر الوطني المقبل للبيجيدي. وكان النقاش حول تمديد ولاية ابن كيران من عدمه توقف خلال فترة التحضير لانتخابات 7 أكتوبر التشريعية، ليستأنف مجددا مع انطلاق فترة الإعداد للمؤتمر الوطني الثامن الذي سيكون محطة حاسمة في المسار السياسي لابن كيران الطامح إلى ضمان ولاية ثالثة على رأس الحزب، فيما يرى تيار داخل “البيجيدي” أنه لا بديل عن تفعيل الديمقراطية الداخلية للحزب، ما يعني انتخاب أمين عام جديد خلفا لابن كيران.
ويرى بعض الملاحظين أن تعيين قيادي في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، مؤشر على توجه بدأت ترتسم معالمه داخل “البيجيدي” يسير نحو تغليب خيار التيار الداعم لتمديد ولاية ابن كيران للمرة الثالثة، خاصة في ظل التأثير القوي الذي تلعبه حركة التوحيد والإصلاح في تدبير الشأن الداخلي للعدالة والتنمية.
ويفرض تمديد ولاية ابن كيران تعديل القوانين الداخلية المؤطرة لعمل التنظيم، على اعتبار أن الأنظمة الحالية لا تسمح للأمين العام بأكثر من ولايتين. وانطلق النقاش داخل الحزب حول مسألة خرق القوانين الداخلية أو الالتزام بها، في أفق التعاطي مع انتهاء الزمن المخصص لرئاسة ابن كيران للحزب والمنحصر في ولايتين انتهت الأخيرة قبل الانتخابات التشريعية لـ7 أكتوبر الماضي، لكن تم تمديد ولاية ابن كيران لسنة إضافية في سياق مؤتمر استثنائي، إلى حين انتهاء محطة التحضير للانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ويطرح الرافضون لتمديد ولاية ابن كيران مسألة احترام الديمقراطية الداخلية للحزب، وعدم الالتفاف حول قوانينه الداخلية، مؤكدين أن تعيين شخص آخر على رأس الحزب خلال المؤتمر الوطني المقبل المقرر في شهر يوليوز لن يؤدي إلى إضعاف موقع ابن كيران على رأس الحكومة المقبلة.
وكان المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية المنعقد نهاية ماي الماضي، صادق على قرار تمديد فترة انعقاد المؤتمر العادي الثامن لسنة إضافية، أي بعد الانتخابات التشريعية لـ7 أكتوبر، بما يسمح بتمديد مدة ولاية عبد الإله ابن كيران إلى حين محطة المؤتمر الوطني العادي المقبل الذي سينتخب قيادة جديدة.
وقال محمد يتيم، رئيس لجنة التحضير للمؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية، إن اللجنة مطالبة بأن تجعل هذا المؤتمر لحظة “نقاش داخلي وإشعاع خارجي، وكذلك انفتاحها على محيطها الوطني والدولي”.
وأضاف، في تصريح خص به موقع حزب العدالة والتنمية، على هامش أشغال المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، المنعقد أخيرا، أن المؤتمر سيكون لحظة “إقرار كل المراجعات اللازمة في الخط السياسي، إن كانت هناك مراجعات”.وأكد المتحدث على أن الأمر يتعلق بأطروحة المؤتمر باعتبارها “الورقة التي ستؤطر العمل السياسي خلال خمس سنوات القادمة”.
وأبرز يتيم، أن الجانب التنظيمي سيطرح نفسه “خاصة أننا مررنا من تجارب متعددة، كنا حزبا في المعارضة كان تدبيره التنظيمي يسير بطريقة معينة، ثم انتقلنا إلى التدبير الحكومي، الآن جربنا التدبير الحكومي الى جانب وجود إدارة عامة تدبر الشأن الداخلي”.