كشفت دراسة دولية حديثة أن متوسط العمر في كثير من بلدان العالم سوف يتجاوز 90 سنة بحلول 2030، وبناء على ذلك، نبهت إلى ضرورة أن يجتهد صناع القرار السياسي في العالم لوضع المخططات المناسبة للمستقبل وخاصة على مستوى نظم الرعاية الصحية والاجتماعية، وتوفير الغذاء، وفق ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر اليوم الخميس.
وتوقعت الدراسة المنشورة في دورية “لانسيت” الطبية والتي شملت 35 دولة متقدمة وناشئة من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وبولندا والمكسيك وجمهورية التشيك، أن يكون متوسط العمر في كوريا الجنوبية هو الأعلى، إذ إن الطفلة المولودة في هذا البلد سنة 2030 سيتجاوز عمرها 90 سنة، أما بالنسبة للمواليد الذكور فسيتجاوز عمرهم 84 سنة.
وعزا الباحثون ارتفاع متوسط العمر المتوقع في كوريا الجنوبية إلى عدة عوامل، من بينها التغذية الجيدة للأطفال وانخفاض ضغط الدم وتدني مستويات التدخين والحصول على الرعاية الصحية بشكل جيد والمعرفة الطبية والتقنيات الطبية الجديدة.
ورجحت الدراسة التي أجريت بإشراف إمبريال كوليدج، في لندن، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أن تأتي الولايات المتحدة في ذيل قائمة متوسط العمر المتوقع في سنة 2030، إذ رجحت أن يبلغ متوسط العمر بها 79.5 عام للرجال، و83.3 سنة عام للنساء، وهو ما يشبه التوقعات بالنسبة لبلدان متوسطة الدخل مثل كرواتيا والمكسيك.
وأرجعت الدراسة تدني متوسط العمر في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى نقص الرعاية الصحية الشاملة، وكذلك إلى عوامل أخرى مثل معدلات الوفيات المرتفعة نسبيا لدى الأطفال والأمهات والمعدلات المرتفعة لجرائم القتل وللبدانة.
أما بالنسبة لأوروبا فقد توقعت الدراسة أن يكون متوسط عمر النساء في فرنسا والرجال في سويسرا هو الأعلي بمتوسط 88.6 سنة للفرنسيات و84 سنة تقريبا لرجال سويسرا.
وقال البروفسور ماجد عزتي، قائد البحث والأستاذ في كلية الصحة العامة في إمبريال كوليدج في لندن، “مسألة أننا سنستمر في العيش لفترة أطول تعني أننا في حاجة إلى التفكير في تعزيز نظم الرعاية الصحية والاجتماعية لدعم سكان يتقدمون في العمر لديهم العديد من الاحتياجات الصحية”.
وأضاف عزتي “يعتقد كثيرون أن 90 سنة هو الحد الأعلى لمتوسط العمر المتوقع لكن هذا البحث يشير إلى أننا سنتخطى حاجز التسعين عاما”.