اعتقلت مصالح الأمن بسلا، أمس الأحد، عنصرا من بين السجناء السبعة الفارين من السجن المحلي1، يدعى “ولد الحوات”، يعتقد أنه الرأس المدبر لعملية الفرار، فيما شنت ثلاثة فرق تابعة للشرطة القضائية، حملات بحث عن الباقين شملت منازل عائلاتهم.
وقال مصدر مطلع، إن محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حل اليوم الاثنين بالسجن المحلي سلا1، بعدما كانت المندوبية أوفدت، بمجرد علمها بالحادث، لجنة تفتيش مركزية لإجراء بحث إداري من أجل معرفة أسبابه وملابساته.
وأكد مصدر يومية “آخر ساعة” في عدد الثلاثاء أن فرار 7 سجناء، وهم أحداث من معتقلي الحق العام بالسجن المحلي سلا1، فرض حالة تعبئة شاملة داخل وخارج السجن، وأن عدد من عائلات الفارين توجهت إلى المؤسسة السجنية عند علمها بحادث.
وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إن عملية الفرار جرت، في حدود الساعة التاسعة والربع ليلا من يوم أول أمس الأحد، بعدما اختلق هؤلاء السجناء شجارا في ما بينهم لدفع أحد موظفي الحراسة للتدخل، قبل أن يعتدوا عليه ويأخذوا منه المفاتيح، كما اعتدوا على موظفين آخرين للتمكن من الاستيلاء على باقي المفاتيح بما يمكنهم من الفرار.
وقال مصدر خاص، إن مستعجلات المستشفى الجامعي السويسي، استقبلت في حدود العاشرة مساء من اليوم ذاته، هؤلاء الموظفين لتلقي العلاجات الضرورية، موضحا أن موظفا منهم في حالة حرجة، حيث يرجح أنه تلقى ضربة بآلة حادة.
وأحبطت صفارات النجدة، التي أطلقها أحد الموظفين المعتدى عليهم لطلب تدخل قوات التدخل السريع، محاولة فرار سجناء آخرين، يبدو، وفق مصدرنا، أنهم كانوا على علم بمخطط فرار السجناء الهاربين.
وتبعا للمصدر نفسه، استدعي للبحث الإداري، من طرف لجنة التفتيش المركزية، مدير السجن المحلي بسلا1، ورئيس المعقل، وكذا عددا من حراس المداومة، ومراقبي براج المراقبة، فيما أعطت النيابة العامة تعليماتها، لملاحقة السجناء الفارين، وإصدار مذكرة بحث وطنية بحقهم.
وذكر هذا الحادث، الذي أطلق عليه وصف “الهروب الكبير”، بعملية فرار خمسة نزلاء محكومين في قضايا الحق العام بمدد تتراوح ما بين سنة و10 سنوات، من إصلاحية سلا في يونيو من عام 2008، بعدما تمكنوا من توسيع شباك تهوية زنزانتهم مستغلين خلود حارس برج المراقبة للنوم.
وكان الفارون الخمسة وقتها، يتميزون بفرض سطوتهم على نحو 300 نزيل داخل زنزانتهم، لذلك لم يجرؤ أحد منهم على سلك طريقهم في الهروب عبر سطح حي “العزيمة”، إلى محيط إصلاحية سلا، حتى لا يفسدوا عليهم إنجاح عملية الهروب الكبير.
وقادت الأبحاث وقتها التي باشرتها الفرقة الجنائية للشرطة القضائية بسلا، إلى حقيقة تسلق هؤلاء الفارين للسور الخارجي للإصلاحية، حيث تم ذلك عبر تحويل أغطيتهم من صنف الخفيف “إيزار”، إلى حبال طويلة، وأن هذه الخطة المتكاملة كانت كافية في غياب المراقبة، كي تقودهم إلى خارج نطاق الحراسة المقيدة بهذا المعتقل.