أربعة ألمان لن ينساهم التاريخ في معجزة برشلونة بدوري الأبطال

حلَّق برشلونة في السماء عاليا وصنع معجزة بكافة المقاييس، حينما فاز 6-1 على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا أمس الأربعاء؛ إذ لم يسبق لأي فريق من الفرق الـ58، الذين شاركوا في البطولة الأوروبية على مدار تاريخها، بشكلها القديم أو الحديث، أن خسر مباراة الذهاب بنتيجة صفر- 4، ثم عاد في الإياب وفاز على خصمه في مجموع المباراتين.
وصحيح أن أهداف المباراة السبعة، وبالتالي النتيجة، جاءت بأقدام لاعبين من أمريكا اللاتينية (خمسة أهداف: سواريز، ميسي، كافاني، نيمار، ثم نيمار) ولاعب فرنسي (لايفن كورازاوا، خطأ في مرماه) وآخر إسباني (روبيرتو سيرجيو)، إلا أن أربعة ألمانا كانوا حاضرين في المباراة ولهم نصيب أيضا من تلك النتيجة.

دراكسلر وتحذير تحقق
الألماني يوليان دراكسلر لاعب خط الوسط سجل الهدف الثاني في فوز فريقه باريس سان جيرمان في مباراة الذهاب، التي انتهت 4-صفر، وكان متفائلا قبل مباراة العودة، وأعرب عن ثقته في الصعود لربع النهائي، لكنه حذر في الوقت نفسه من خطورة برشلونة على أرضه وقال “كثير من الأندية خسرت في كامب نو بنتيجة صفر-5. وكل شيء ممكن.”
شارك دراكسلر (23 عاما) في مباراة كامب نو من بدايتها، وهي الأولى له في مسيرته على هذا الملعب، وظهر في الدقيقة 11 خصوصا عندما طلب من الحكم احتساب ركلة جزاء، بعد تمريره لكرة، قال إنها اصطدمت بيد ماسكيرانو لاعب برشلونة. لكن الحكم لم يحتسب شيئا. وتم استبدال اللاعب الفائز مع ألمانيا بمونديال 2014 في الدقيقة 75، وكانت النتيجة مازالت 3-1 لصالح برشلونة. لكن بعد خروجه جاءت أهداف برشلونة الثلاثة الأخيرة محطمة حلمه مع فريقه.

تراب وسوء الحظ
حلم لاعب ألماني آخر تحطم أيضا هو حلم كيفن تراب حارس مرمى (26 عاما) سان جيرمان، الذي حافظ على شباكه في مباراة الذهاب ليستقبل ستة أهداف دفعة واحدة في الإياب. صحيح أنه تأخر في الانقضاض على الكرة قبل سواريز في الهدف الأول إلا أن زملاءه المدافعين أحق باللوم. وفي الهدف الثاني مرت منه كرة أنيستا الخادعة ليكملها زميله كورازاوا في المرمى بدلا من تصحيح خطأ الحارس.

ويحسب لكيفن تراب أنه حاول صد ركلة الجزاء التي نفذها ميسي حيث ارتمى على يمينه في زاوية التسديد لكن الكرة كانت قوية وصعبة على أي حارس. أما الهدف الرابع فجاء من ركلة ثابته نفذها نيمار ببراعة في الزاوية القريبة ولا يتحمل فيها تراب أي مسؤولية. وجاء الهدف الخامس من ركلة جزاء سددها الفنان البرازيلي أيضا، لكن تراب هذه المرة ذهب إلى الزاوية اليمنى ووضعها نيمار على يسار تراب. وجاء آخر الأهداف بقدم سيرجي روبرتو الذي انسل من وراء مدافعي الفريق الفرنسي ليجد نفسه أمام مرمى تراب ليودع الكرة في الشباك.
تير ستيغن بطل الليلة
وعلى الجانب الآخر فرح لاعب ألماني ثالث شارك في اللقاء هو مارك- أندريه تير ستيغن، حارس برشلونة ومنتخب ألمانيا، الذي لعب دورا حاسما أيضا في فوز الفريق الكاتالوني بدوري الأبطال في برلين عام 2015.
نجح تير ستيغن في مباراة كامب نو أن يكون حصنا منيعا لبرشلونة. تلقت شباكه هدفا لا يصد في الدقيقة 62 من قذيفة لإدينسون كافاني، لكنه نجح بعدها بدقيقتين في الحفاظ على أمل برشلونة في الـ”ريمونتادا” (العودة)، حينما تصدى بقدمه على طريقة بوفون لكرة كافاني داخل منطقة الجزاء. كما فشل دي ماريا في هز شباك في الدقيقة 85، ليقف الحظ في تلك الليلة في صف ألماني وحيد من أربعة مشاركين في المباراة، هو تير ستيغن.
لم يكن تير ستيغن ثابتا فقط في تصدياته وإنما كان رائعا في تمريره الكرة لزملائه حيث مرر 32 كرة إلى منتصف الملعب، وهو معدل يزيد عن لاعبي سان جيرمان فيراتي وماركوينيو، الذي مرر كل واحد منهم 26 تمريرة فقط، حسب موقع “شبورت 1” ليمسي تير ستيغن بطلا وتحتفي به مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر، في ليلة لن ينساها له تاريخ الكرة.

حكم لن ينساه التاريخ
أدار الألماني دنيز أيتكين (38 عاما) المباراة التاريخية في كامب نو، وهو من أصول تركية، ومولود في نورنبرغ بألمانيا، ويقوم بالتحكيم في البطولات الأوروبية منذ 2011. وحتى الآن لم تتوقف المقالات ولا الأحاديث حول أداء الحكم وربما لن تتوقف أيضا في المستقبل، خصوصا أن اسمه ارتبط بمباراة أصبحت تاريخية بل وأسطورية. وهناك من اتهم أيتكين بأنه ساعد برشلونة في صناعة هذه المعجزة ويجري الحديث خصوصا عن ركلتي الجزاء.
فقد شك أيتكين نفسه في الدقيقة 49، هل وقع توماس موينير أم رمى نفسه في طريق نيمار إلى المرمى، فأشار باستمرار اللعب ثم ذهب مباشرة إلى حكم المرمى ليستشيره، واحتسب ركلة جزاء وسط اعتراض لاعبي باريس، ليسجل ميسي الهدف الثالث.
كما وقع الحكم الألماني مجددا في موقف لا يحسد عليه عندما سقط سواريز في الدقيقة 90 داخل منطقة جزاء سان جيرمان بعد لمسة بسيطة من ماركوينيو فاحتسب الحكم ركلة جزاء ثانية سجل منها نيمار الهدف الخامس. وقال أسطورة كرة القدم الألمانية لوتار ماتيوس إنها “ليست ركلة جزاء” رغم أن أيتكين، فيما عدا ذلك، استخدم صافرته في المباراة بلا أخطاء، حسب ما كتب موقع “فوكوس” الألماني.
بينما شن مايك بارتهيل، وكيل أعمال اللاعب ليفاندوفكسي، هجوما على أيتكين وقال “إن صافرة أيتكين هنا فضيحة”، وأضاف بارتهيل “خسارة أن يبقى أيتكين… نقطة سوداء في مباراة تاريخية مثل هذه.”
لكن يحسب لأيتكين أنه اتخذ القرار السليم في عدة مواقف منها رفعه البطاقة الصفراء في وجه الثعلب سواريز، الذي ادعى السقوط في الدقيقة 67.
وكتب مدرب الحكام الألماني أليكس فويرهيرت على موقع “ويب” الألماني أن دنيز أيتكين، الذي يحكم في دوري أبطال أوروبا منذ 2012، “اتخذ قرارات صحيحة كثيرة في ظل ضغوط قوية وأقنع من خلال ظهوره بمظهر المصمم والواثق من نسفه.”

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة