أكد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي أن الرؤية المغربية للعلاقات مع باقي البلدان الإفريقية وداخل المنظمات الإفريقية المتعددة الأطراف، تعكس سياسة عقلانية تفضل التعاون جنوب-جنوب وتتطلع إلى تأهيل إفريقيا لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وتمكينها من أخذ مصيرها بيدها.
وقال المالكي في كلمة خلال لقاء تشاوري عقده مساء الخميس 9 مارس بمقر المجلس مع سفراء وممثلي الدول الافريقية المعتمدين بالرباط، إن عودة المملكة المغربية إلى عائلتها المؤسسية الافريقية بقدر ما تعتبر تجسيدا للشرعية، مادام المغرب من المؤسسين الأساسيين لمنظمة الوحدة الإفريقية، بقدر ما تعتبر تتويجا للجهد الملكي في ترسيخ الحضور المغربي في القارة الإفريقية وتتويجا لتراكم في العمل الميداني، وفي مختلف الجبهات من أجل تمتين علاقات الثقة وبناء شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الأشقاء الأفارقة.
وأبرز في هذا السياق أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس أمام المشاركين في أشغال القمة 28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، سيظل وثيقة تاريخية مرجعية لمرحلة فاصلة في علاقة المغرب بباقي أشقائه وأصدقائه الأفارقة، إذ شخص جلالته الإشكالات والمعضلات الحقيقية التي تواجهها إفريقيا.
وعلى صعيد العمل البرلماني ،أكد المالكي أن ثمة حاجة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البرلمانات الوطنية، خاصة من خلال مجموعات الصداقة البرلمانية التي ينبغي أن تشكل آليات مواكبة ودعم للعمل الحكومي وبين المجتمعات الافريقية، داعيا الى تجاوز الطابع التقليدي للتعاون البرلماني، عبر تبادل الخبرات والدعم التقني المتبادل وتنظيم الدورات التكوينية لفائدة أطر البرلمانات الوطنية وتبادل الإقامات البرلمانية، مع وضع شبكة لـمكتبات البرلمانات الوطنية وتبادل التجارب في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأعرب عن استعدادا مجلس النواب المغربي لإفادة الأشقاء الافارقة بالتجربة التي راكمها، والاستفادة من خبراتهم ،مؤكدا أن البرلمانات الوطنية الافريقية وبرلمان عموم إفريقيا والاتحاد البرلماني الافريقي، مدعوة الى الانتقال إلى أشكال جديدة من التنسيق والعمل في المحافل البرلمانية الدولية، من أجل إسماع صوت افريقيا أكثر والدفاع عن مصالحها.
واعتبر أن انضمام المغرب إلى برلمان عموم افريقيا، يعد أحد مداخل مساهمة البرلمان المغربي في تطوير أعمال هذه المؤسسة القارية، أداء وإنتاجا من حيث الأدوار والحضور الدولي والتأثير في قرارات وتوجهات المجموعة البرلمانية الدولية وتمثلاتها، خاصة في ما له علاقة بإفريقيا تاريخا وحضارة وإمكانيات بشرية.
من جهتهم، أجمع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين بالرباط، على تثمين مبادرة عقد هذا اللقاء التشاوري، وأعربوا عن سرورهم وترحيبهم بعودة المغرب إلى عائلته الإفريقية الكبيرة التي لم يغادرها قط.
كما اعتبروا أن هذه العودة تصب في مصلحة القارة الإفريقية، مؤكدين أن الممكلة كانت تضطلع دائما بدور هام في تنمية القارة الإفريقية والدفاع عن مصالحها.
وأشاد السفراء كذلك، بالعمل الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بالقارة الإفريقية وبجهود جلالته في تمتين التعاون جنوب-جنوب وفي تنمية القارة الإفريقية وتعزيز الأمن والاستقرار بربوعه، معربين عن تطلعهم لتبادل التجارب والخبرات بين برلماناتهم والبرلمان المغربي الذي قطع أشواطا هامة في ترسيخ الممارسات الديمقراطية وفي تطوير قدراته الإدارية والتقنية.