أشرف الملك محمد السادس، والملك عبد الله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الخميس 23 مارس بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، على تدشين التظاهرة الثقافية والفنية “إشعاع إفريقيا من العاصمة”.
وتحتفي هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من طرف المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبتعاون مع عدد من الفاعلين الثقافيين والمؤسساتيين المغاربة، بالفن الإفريقي عبر تسليط الضوء على دينامية وتنوع أنماطه التعبيرية.
وينسجم هذا الحدث الهام، الذي ستحتضنه الرباط “مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية” إلى غاية 28 أبريل المقبل، تمام الانسجام، مع الجهود التي يبذلها جلالة الملك من أجل جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية، وعاملا محفزا على تقارب الشعوب وتمازج الثقافات، وآلية لنشر قيم التسامح، الانفتاح والتبادل.
وبهذه المناسبة، قام الملك محمد السادس وضيفه الكبير الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بزيارة ثلاثة معارض أعدت في إطار هذه التظاهرة، وهي “نظرة معاصرة على الفن الإفريقي”، و” وجود مشترك”، و”تكريم”.
ويقدم معرض “نظرة معاصرة على الفن الإفريقي” مجموعة من التحف الفنية التي تعود لمجموعة خاصة، وتتيح من خلال لوحات ومنحوتات لفنانين أفارقة مرموقين، من قبيل شيري سامبا وشيري شيرين من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيبريان توكوداغبا من البنين، وكوامي أكوتو من غانا، وبروس أوبوميوما أونوبراغبيا وبين أوساغايي من نيجيريا، من استكشاف اتجاهات الفن الإفريقي المعاصر.
وتعرض هذه المجموعة، التي تعتمد تنوع المواضيع ومعالجتها الفنية، فنا إفريقيا راسخا في جذوره يستحضر الذاكرة التقليدية، القبلية والشعبية، ويسلط الضوء على علامات التهجين الناتجة بفعل تأثير العولمة الفنية والاقتصادية.
أما “وجود مشترك” فهو معرض يروي تجربتين للعودة إلى الجذور بالأرض الإفريقية للفنانين كوكا نتادي (فنان تشكيلي فرنسي- كونغولي) ووهيب شحاتة (تونس).
ويشكل الإنسان وإبراز كنهه محور اشتغال هذين الفنانين اللذان يحاولان تبديد حواجز الجهل ومساءلة كل فرد على حدة حول المكانة المركزية التي يحظى بها الإنسان، مع الاحتفاء بالأرض الإفريقية.
ويعد المعرض الثالث “تكريم” تكريما لثلاثة مصورين فوتوغرافيين ملهمين انتقلوا إلى دار البقاء، وهم مالك سيديبي “روبورتاجات مالية”، وليلى العلوي ب “المغاربة”، وعثمان ديلمي ب “موسيقى الحال”.
وعلاوة عل هذه المعارض، ستتميز تظاهرة “إشعاع إفريقيا من العاصمة” بأنشطة ثقافية مكثفة: 36 حدثا في 18 مكان، منها بالخصوص المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، متحف بنك المغرب، رواق باب الرواح، رواق باب الكبير، فيلا الفنون، الفضاء التعبيري لصندوق الإيداع والتدبير، أكاديمية المملكة المغربية). وستنظم معارض للفنون التشكيلية وقطع من الموروث، وحفلات موسيقية، وعروض لأشرطة، وندوات، وتظاهرات للفنون الحضرية.
وبهذه المناسبة، قدم الفنان التشكيلي المالي عبدولاي كوناتي، الذي يعرض تحفه في إطار هذه التظاهرة بالفضاء التعبيري لصندوق الإيداع والتدبير، لجلالة الملك وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ألبوما يستعرض مختلف لوحاته وإبداعاته.
وفي أعقاب زيارة المعارض الثلاثة، قام عاهل المملكة الأردنية الهاشمية بالتوقيع في الكتاب الذهبي لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وفي ختام حفل التدشين، قام الملك محمد السادس، بمرافقة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى مقر إقامته.