فجر الشيخ السلفي، عبد الكريم الشاذلي، أمس السبت، قنبلة من العيار الثقيل، حينما أكد أن السجون المغربية تساهم بشكل كبير في صنع الإرهابيين، مشيرا إلى أنه تعرف على عدد من السلفيين ولما دخلوا زنازين معتقلي قانون الإرهاب، بعد أن كانوا “دراوش” غادروها بعد انقضاء محكوميتهم قياديين في تنظيم داعش.
وأوضحت يومية الصباح في عدد الإثنين، أن الشاذلي، أكد في أول خروج له بعد الإفراج عنه، وهو يتحدث في المؤتمر الدولي الأول المنظم بجامعة الحسن الأول، أن بنشقرون المغربي الذي أسس جماعة حركة شام الإسلام بالساحة السورية سنة 2013، هو من أم موريتانية كان “درويش بزاف” في السجن لكنه غادره قياديا.
وأضاف المتحدث، أن بعض المعتقلين تلقوا الدروس التطبيقية في السجن، وكثيرون منهم تولوا مراكز قيادية في “داعش”، مؤكدا أن عددا من الملتحقين المغاربة بـ”داعش” شرعوا في العودة منذ أيام، إلا أنهم علقوا على الحدود السورية التركية، فارين للنجاة بحياتهم من دون أن يعرفوا إلى أين، لإستحضارهم الإعتقال الذي ينتظرهم بمجرد دخولهم للأراضي المغربية.
واعتبر الشاذلي، الحل الأمني في مكافحة الإرهاب غير كاف، مبرزا تشبثه بمطلب هيئة إنصاف ومصالحة بشأن تداعيات اعتداءات 16 ماي 2003 بالبيضاء، ومراجعة قانون الإرهاب، ليكون مغربيا خالصا وليس استنساخا لنصوص اعتمدت في بيئة سوسيولوجية مختلفة عن بلادنا.
وتابعت الجريدة محيلة باقي التفاصيل على الصفحة الثانية، أن الشاذلي، أكد أن تجربة 44 سنة من انتمائه إلى الحركة الإسلامية بالمغرب تسمح له بالقول أن “داعش” كيان مصطنع لتبرير التدخل الأجنبي في عدد من الدول، وبأن القانون المغربي لمكافحة الإرهاب، جاء في سياق، مسلسل قيام أمريكا، ابتداء من 2001، بـ”تسييد موقفها من الإرهاب، ليشمل جميع أنواع المقاومة المشروعة ضد الإحتلال والإستعمار، وانخراطها في حملة لحث الدول على سن قوانين وطنية، خاصة بمكافحة الإرهاب”.
وأردف المتحدث، أنه وقع شخصيا على محاضر التحقيق معه على بياض بعد اعتقاله على خلفية أحداث 16 ماي 2003 وأدين بـ30 سنة سجنا نافذا، مؤكدا أن “رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان اعترض على مقترح إنشاء هيئة إنصاف ومصالحة، علما أن السلفيين لم يستهدفوا يوما الملكية ودين الدولة، كما فعل اليساريون الذين استفادوا من ملايير الإنصاف والمصالحة”، مضيفا إلى أن “المعتقلين الإسلاميين”، مستعدون”أن يوضعوا في الخط الأول للدفاع عن الصحراء المغربية، إذا نودي عليهم، ودعموا لوجستيا”.