أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ادريس اليازمي ، اليوم الاثنين في الدار البيضاء، أن فئة الشباب التي تضحى بالأولية في البرامج التنموية في المغرب تعد فاعل اجتماعيا جديدا في الحياة العامة يطمح لتحقيق المساواة وتفعيل المشاركة المواطنة.
و أوضح اليازمي في كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال منتدى الشباب المتوسطي ، الذي تحتضنه العاصمة الاقتصادية ابتداء من اليوم و إلى غاية 5 أبريل الجاري ، حول موضوع ” شباب المتوسط .. تقييم حالة الشباب في منطقة البحر المتوسط ” ،أن هذا الفاعل الاجتماعي الجديد كرس وجوده بقوة عقب التغيرات الجديدة التي شهدها العالم في الآونة الاخيرة ،خاصة على المستوى الفكري ، و يعبر بما لا يدع مجالا للشك عن إبداع خلاق لا يمكن التغاضي عنه.
ومن هذا المنطلق ، ذكر اليازمي بأن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، خصص هذه السنة أنشطة رواقه بالدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء لموضوع الشباب تحت شعار “شباب المغرب…المستقبل”، و ذلك بعد تسليطه الضوء على مواضيع الطفولة وحقوق المرأة والإعاقة خلال الدورات السابقة.
و جدد التأكيد على أن اكتساب قضية الشباب هذه العناية مرده أن الفئة العمرية بين 15 و34 سنة تمثل حوالي 34 في المائة من ساكنة البلاد ، تواجه على غرار عدد من بلدان ضفتي المتوسط صعوبات في مجالات التعليم والشغل ونقص المرافق الثقافية والرياضية والتمييز، خصوصا ضد الفتيات في المجال القروي، فضلا عن ضعف مشاركة هذه الفئة على كافة المستويات.
و شدد على أن هناك حاجة لسياسة متكاملة وشمولية ينخرط فيها مجموع الفاعلين العموميين والخواص، موضحا أن هذه السياسة لا يمكن إعدادها دون مشاركة فعالة للشباب على جميع المستويات، باعتبار أن الحق في المشاركة المواطنة هو المفتاح الأول للاستجابة للتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع المغربي.
و في هذا السياق ، توقف اليازمي عند الإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب (2015 – 2030 ) التي اعتمدها المغرب و الهادفة أساسا إلى بلورة الآليات الكفيلة بجعل هذه الفئة المجتمعة محور السياسات العمومية، مبرزا أن هذه الإستراتيجية تشكل محطة في تنزيل مقتضيات الدستور الجديد الذي نص على تعزيز الإطار التشريعي المتعلق بالشباب في المغرب.
و أشار الى ان هذه الاستراتيجية تروم توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمغرب، وكذا مساعدة الشباب على الاندماج في سوق العمل والحياة الجمعوية، وتقديم المساعدة للشباب في وضعية صعبة تحول دون اندماجهم المدرسي أو الاجتماعي أو المهني.
و خلص اليازمي إلى القول “إن مجتمع الغد في ضفتي البحر الابيض المتوسط سيكون أكثر وعيا و تحضرا و أكثر الماما بقضايا المنطقة وهو ما يستدعي من السلطات التشريع بإدماج فئة الشباب في النسيج الاقتصادي و الاجتماعي و اشراكها في صناعة القرارات”.
و على مدى ثلاثة أيام سيتطرق المشاركون في هذا المنتدى ، عبر مجموعات من الورشات التفاعلية ،إلى مجموعة من المواضيع من قبيل ” الحصول على فرص العمل و التدريب للشباب ” ،و ” حرية حركة الشباب في منطقة البخر الابيض المتوسط “، و “دور الثقافة و الفنون بالنسبة للأجيال الشابة”، و” مشاركة المواطنين في الحياة المدنية” .
و ينظم هذا المنتدى من قبل الشبكة الأورومتوسطية الفرنسية بشراكة مع شبكة المنظمات غير الحكومية المغربية ،و مجلة ( أون اوريون ) الالكترونية .