ودع عبد الإله بن كيران كرسي رئاسة الحكومة بتوجيه رسائل خطيرة إلى جهات لم يسمها، حينما قال في ختام حفل تسليم السلط بينه وبين سلفه سعد الدين العثماني، إن وزير الدولة الراحل عبد الله باها “مات شهيد الواجب”.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “آخر ساعة” في عدد نهاية الأسبوع أن عبد الإله بن كيران الذي كان يتحدث إلى عدد من كبار كوادر رئاسة الحكومة، التي يوجد مقرها بالمشور السعيد وسط القصر الملكي بالرباط، قال: “دخلت هذه الوزارة برفقة عبد الله باها، واليوم أغادرها دون شهيد الواجب”.
وأكد نفس المصدر أن لا أحد من حضور حفل تسليم السلط، بمن فيهم رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، علق على ما جاء على لسان بن كيران من كلام وصفه المصدر بـ”الخطير”، وغير المطابق لمقتضى جدول الأعمال الذي كان يخص تسليم السلط لا غير.
وفيما تعذر على “آخر ساعة” التحدث إلى بن كيران حول ما نسب إليه من قول، بسبب خط هاتفه الخارج عن الخدمة، اعتبر ادريس الكنبوري الباحث المتخصص في الإسلام السياسي، أن كلام رئيس الحكومة السابق يحمل عدة رسائل.
وأوضح الكنبوري في تصريح للجريدة، أن أبرز رسالة من بن كيران، وهو يعبر عن هذا الموقف المثير للجدل من داخل القصر الملكي، كانت موجهة إلى داخل العدالة والتنمية أكثر من أي جهة أخرى.
ونبه الكنبوري إلى أن بن كيران، الساعي إلى التوقيع على خروج مشرف من الحياة السياسية على طريقة عبد الرحمان اليوسفي، الذي وشحه الملك خلال محطة نهاية عمله الحكومي، غالباً ما يلجأ إلى وصف عبد الله باها بـ”الشهيد” من أجل بعث رسائل معينة، تدخل في سياق لعبة خلط الأوراق.
وكان بن كيران قد هنأ العثماني على الثقة التي وضعها فيه الملك، مشيدا في هذا الصدد بخصال رئيس الحكومة الجديد، متمنيا له كامل التوفيق في أداء مهامه الجديدة. فيما أكد سعد الدين العثماني، أن تكليفه برئاسة الحكومة يأتي في سياق دولي “دقيق”، معربا عن اعتزازه بالثقة المولوية السامية، قائلا إنه سيعمل على المساهمة في “رفع رأس المغرب عاليا، تحت قيادة الملك محمد السادس”.
هذا وعبر رئيس الحكومة الجديد عن شكره لسلفه بن كيران، على دعمه له منذ تعيينه من طرف الملك لتولي رئاسة الحكومة، مضيفا أنه سيواصل العمل على جميع “مبادرات ومنهجية” رئيس الحكومة السابق، والتي قال إنها “ستشكل سندا ودعما له”.