أعلنت جمعية مغرب-الثقافات، اليوم الثلاثاء، أن المسرح الوطني محمد الخامس سيستضيف بمناسبة الدورة ال16 لمهرجان موازين إيقاعات العالم (20 -12 ماي) برمجة استثنائية تتضمن حفلات أسطورية يحييها كل من شارل أزنافور وأنوشكا شانكار ولطفي بوشناق ثم سوزانا باكا.
ويحظى مسرح محمد الخامس بتقدير الفنانين، إذ يساهم ديكوره الفريد وأجواؤه الودية في جعله ليس فقط رمزا للحياة الثقافية بالرباط، ولكن أيضا، شاهدا على لحظات كبرى من تاريخ المهرجان.
وكدليل على ذلك، سيحيي أسطورة الأغنية الفرنسية شارل أزنفور الحفل الافتتاحي للدورة يوم الجمعة 12 ماي. وقد راكم هذا الفنان الكبير تجربة تمتد على 70 سنة. وأطلقت عليه “السي إن إن” سنة 1988، “فنان القرن”، حيث طبع العقول وسحرها بأغانيه الناجحة التي ذاع صيتها، جيلا بعد جيل. كما بيعت 100 مليون أسطوانة لشارل أزنفور، وأنجز 1200 أغنية، و80 فيلما، و294 ألبوما غنائيا، وحصل على المئات من الأسطوانات الذهبية، والبلاتينية، وغيرها، كما أحيى الآلاف من الحفلات الموسيقية بـ 94 بلدا عبر العالم.
وغنى شارل أزنفور وسجل بسبع لغات، واقتبست أغانيه من قبل العديد من الفنانين. وإضافة إلى حفله الافتتاحي، سيغني هذا الفنان مرة أخرى يوم 16 ماي.
ويوم السبت 13 ماي، سيكون دور بدر رامي، فنان من أصل سوري ولد بالدارالبيضاء، الذي سيتألق ويسطع في صنف الموشحات والقدود الحلبية “أغاني حلب”. واستلهم هذا الفنان مساره الإبداعي من والده محمد رامي الزيتوني الفنان البارع في العزف على الكمان، الذي ينحدر من حلب، المدينة التي طور سكانها عشقا فريدا لفن الطرب.
ويعد بدر رامي وجها حاضرا في الأغنية العربية والطرب على والخصوص. كما يحرص منذ سنوات على الحفاظ وأداء الأغاني التي تعكس بعمق كبير الموروث العربي، بطريقة متفردة وغير مسبوقة.
وسيلتقي جمهور موازين، يوم الأحد 14 ماي، مع إيقونة أخرى، قادمة من الساحة الفنية اليونانية، ويتعلق الأمر بإلفديرا أرفانيتاكي التي ولدت ببيري، وانطلق مشوارها في سنوات الثمانينيات باقتباسها للموروث الكبير رفقة المجموعة الموسيقية أوبيستودومومي كومبانيا. وفي وقت وجيز، وبفضل شذى صوتها الرخيم والخفيف، وتعبيرها اللين والعميق أضحت مرجعا للشعر والنشيد اليونانيين، الذي استطاعت مزجهما مع تأثيرات الجاز والمنوعات. وشاركت في غشت 2004 في الحفل الختامي للألعاب الأولمبية لأتينا. كما اشتغلت إلفيثريا مع فنانين كبار، من قبيل خافيير ليمون، وبويكا، وسيزاريا إيفورا، ودولس بونتس، وأيضا، فليب غلاس.
كماسيكون الجمهور على موعد يوم الاثنين مع اسم كبير في عالم الفن، ويتعلق الأمر بـ شانكار. هذا الاسم هو مرادف للموسيقى الكلاسيكية الهندية والعزف على آلة السيتار، وكمثل والدها الأسطورة رافي شانكار تواصل هذه الفنانة تخطي حدود آلتها، ليس فقط في شكلها الكلاسيكي الهندي ولكن مع كسر الحاجز والعمل بأنغام وأشكال فنية جديدة. لتحصل أنوشكا على 5 ترشيحات لجوائز الغرامي.
بعد نجاح ألبومها “ترايسز أوف يو”، عادت أنوشكا شانكار مع رصيد مبتكر يستحضر السفر في عالم مبدع. وسيكون الجمهور يوم الأربعاء 17 ماي على موعد مع سوزانا باكا التي ستشهد كما فعلت منذ أربعين سنة على أهمية الثقافة الشعبية للسود بأمريكا الجنوبية. وبولادتها بالقرب من ليما، وجدت سوزانا باكا نفسها منذ نعومة أظافرها في ملتقى العديد من الثقافات الخاصة بجبال الأنديز والإفريقية والإسبانية. وفي مفترق هذه التأثيرات، انعكست هذه الوضعية على موسيقاها التي تجمع بيت القيثارة الإسبانية، والايقاعات الإفريقية، والآلات الموسيقية المستعملة في جبال الأنديز. ومكنها التزامها، من أن تصبح سنة 2011 وزيرة الثقافة بالبيرو.
وفي يوم الخميس 18 ماي، سيكشف التونسي لطفي بوشناق عن حسه المرهف وحبه للموسيقى التقليدية التونسية والشرقية. ويتوفر هذا الفنان على حبال صوتية وتقنيات في الأداء جعلت منه مطربا لا مثيل له.
ومنذ نعومة أظافره، برز اهتمامه بالموسيقى وأداء أغاني أم كلثوم وأساتذة الطرب المصري. وهو سفير للسلام لدى منظمة الأمم المتحدة. و سيعتلي الراقص ومصمم الرقصات الإسباني رافاييل أمارغو منصة المسرح يوم الجمعة 19 ماي.
واشتهر رفاييل أمارغو من خلال جمع إبداعاته بين الفلامينكو والصيحات غير المسبوقة، مثل التي تعلمها في مدرسة مارتا غراهام أثناء إقامته بنيويورك. وحاز الفنان الذي يعزف منفردا ضمن فرق فنية مختلفة، سنة 2000 اعتراف النقاد بأول حفل له “أمارغو”، وتمت مكافأته سنتين من بعد على أكبر نجاح له، “بويرطا أون نويفا نيويورك، الذي تم اختياره كأفضل حفل للعشرية. واشترك رفائيل أمارغو سنة 2008، كحكم واستاد للتعبير الجسدي في الدورة 8 لستار أكاديمي. كما لعب دوره الخاص به في بعض حلقات السلسلة الإسباني وان دوس تريس.
وفي السهرة الختامية، التي تصادف يوم السبت 20 ماي، ستستضيف منصة مسرح محمد الخامس جاهدة وهبة، المتألقة سواء في الشعر أو المسرح أو الموسيقى. وولدت هذه الفنانة سنة 1969 بلبنان، وتعلمت الغناء الشرقي والإنشاد السيرياني إلى جانب العزف على آلة العود بالمعهد الموسيقي الوطني اللبناني للموسيقى، حيث درست، كذلك، فن الأغنية الصوفية، وتلاوة القرآن، والموسيقى وتلحين المسرحيات الغنائية والشعرية. وساهمت مشاركتها مع المخرجة المسرحية الكبير والكوميدية اللامعة نضال الأشقر في تألق شعبيتها بلبنان الذي اشتهرت فيه بجودة صوتها وصرامتها في اختيار مواضيع إنشادها.