لم يسجل التوظيف في قطاعات التأمين، وتكنولوجيا المعلوميات، ومراكز الاتصال، أي تراجع رغم تباطؤ النشاط الاقتصادي في عدة قطاعات بالمغرب، حيث احتلت تلك القطاعات تقريبا ¾من الوظائف عام 2016، وفقا لما نشرته جريدة ليكونوميست نقلا عن دراسة، قامت بها شركة التوظيف عبر الانترنت ReKrute.com، من خلال رصدها عينة من 83.553 عرض عمل تم الاعلان عنها طيلة السنة.
وكانت شركات التأمين الأكثر طلبا من حيث التوظيف بحصة قدرها 38٪. وفي هذ الصدد قال ألكسندر مونت، نائب المدير العام لReKrute.com. “هذه الزيادة تعود إلى بيع منتجات التأمين في الخارج”، “وعلاوة على ذلك، فإن شركات التأمين لا توظف السوق المغربية، لأنها سوق صغيرة، بل توظف على الصعيد الدولي”.
وفي هذا الاطار قال بشير بادو، الرئيس التنفيذي للاتحاد المغربي لشركات التأمين وإعادة التأمين (FMSAR). ” يتطلب القطاع شروط خاصة مصممة خصيصا لأعمال التأمين، فضلا عن وظائف الدعم، مثل المالية والتدقيق”.
إضافة إلى قطاع التامين، مراكز الاتصال هي الأخرى حصدت أكثر من 10٪ من التوظيف ، يقول المتخصص في التوظيف عبر الإنترنت، “إنها لا تزال أكبر عملائنا”. ويمكن تفسير هذا الاتجاه التصاعدي في استمرار تغيير الشباب للقطاع، فأغلبهم لا يأخذه على محمل الجد كما لا يخططون لتطوير أنفسهم لأجله، و يختارون العمل داخله أشهرا قليلة في انتظار عمل أفضل يناسب تخصصهم الأكاديمي.
ومع ذلك، فإن القطاع طيلة هذه السنوات يضم أفضل المبدعين في العمل كما يؤكد يوسف الشرايبي، رئيس FMO (الاتحاد المغربي للاستعانة بمصادر خارجية) “نحن نخلق بين 3000 الى 5000 فرصة عمل سنويا. وبلغت قيمة التداول نحو 20٪ سنويا، بما في ذلك الوافدين الجدد على السوق “.
ونظرا لمحدودية السوق المحلية وارتفاع التكاليف، بدأ المشغلون يتجهون بشكل متزايد نحو بلدان جنوب الصحراء الأفريقية، مثل الكاميرون وساحل العاج أو السنغال، “إن نمو أعمالنا في هذه البلدان لم يأت على حساب العمالة المغربية” حسب الشرايبي.
ويضيف “في هذه الأسواق، نعمل على تطوير عرض منخفض التكلفة، اما في المغرب نعمل على خلق مواقع متميزة بالمناطق الساحلية ”.
وشهد عام 2016 صعودا في مؤشرات وظائف تكنولوجيا المعلومات (+ 7٪) ، و العمل يعد مرغوب فيها كثيرا، وسجلت الاسواق ارتفاعا بنسبة 6٪ في صفوف الموظفين الحاصلين على شهادة الاجازة وما فوق ، وقفزة مهمة بنسبة 149٪ للحاصلين على الاجازة وما قل. وبرز قطاع السيارات (+ 8٪) من خلال الأسماء الكبيرة، مثل رينو وPSA. اما قطاع الطاقة، فشهد انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية: 1٪ في عام 2016 مقابل 9٪ في عام 2015. ومن الوظائف المعلن عنها، لم يكن هناك سوى 3000 للمديرين التنفيذيين، وباقي القطاعات منخفضة جدا.
اما بالنسبة للموظفين القدامى هم في حاجة مستمرة الى الاطلاع و مواكبة استراتيجيات جديدة وأسواق جديدة، وإطلاق منتجات جديدة، وإدخال تكنولوجيا جديدة، و اكتساب القدرة على العمل الفوري، وتحديث دفتر العناوين، ولكن ضرورة معرفتهم بالصناعة والمنافسة والتنظيم تعد الاهم بالنسبة لقدامى الموظفين.
اما بالنسبة ”للمبتدئين” تزايد عليهم الطلب كثيرا. في سنة واحدة، زاد الطلب على صغار الموظفين من 2 الى 34٪، فهم يمتازون بالمرونة في العمل ويريدون إثبات قدراتهم، “ونظرا لافتقارهم إلى الخبرة، الراتب المقدم لهم أقل بكثير”، حسب ألكسندرا مونت.
في بيئة متغيرة وغير مؤكدة، تكون المؤشرات مضطربة سنة إلى أخرى. فليس من السهل تحديد أي الشركات تظهر في أعلى المراتب عام 2017. ” الأعمال الجديدة، القائمة في أوروبا، بالتأكيد سوف تظهر في المغرب” حسب نائب المدير العام ل ReKrute.com .