رغم أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوجد جنبا إلى جنب مع حزب العدالة والتنمية في الحكومة الحالية بقيادة سعد الدين العثماني، إلا أن يونس مجاهد الناطق الرسمي باسم الحزب لم يتردد في القول أن البيجيدي ليس حليفا للاتحاد.
وقال مجاهد في حوار مع جريدة الصباح في عدد الجمعة إن “العدالة والتنمية ليس حليفنا، لأن هناك فرقا كبيرا بين التحالف السياسي والائتلاف الحكومي، فمن المفترض أن يحتفظ كل حزب في مثل هذا الائتلاف بحق التعبير عن مواقفه، حتى ولو كانت فيها انتقادات لحزب آخر، وهو عضو في الأغلبية الحكومية”.
وأضاف مجاهد أن مقال الرأي الذي نشره بهذا الخصوص كان واضحا “وجهت النقد لمن سميتهم ب»الغلاة» في هذا الحزب، الذين يشنون حملة حتى على العثماني، نفسه”، مبرزا أن “موقفي من هؤلاء، متواصل، وليس جديدا، حتى يتم ربطه بما سمي عدم الإستوزار، فقد كان سابقا، ولن يتوقف، مهما كان الموقع، لأَنِي أعتقد أن بلادنا في حاجة إلى تجاوز تدخل الجمعيات الدينية، في السياسة، تحت مظلة أحزاب، واستغلال الدين في السياسة والانتخابات، وغيرها من الممارسات، التي أصبحت معروفة ومرفوضة، ليس في المغرب، فحسب بل في عدد من البلدان العربية والإسلامية، لأنها تريد أن تبني مشروعا مجتمعيا رجعيا متخلفا، يعادي الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وعن رفض استوزاره بسبب ما قيل إنه جنسيته الاسبانية، قال مجاهد إنه “لأول مرة أسمع هذه الإشاعة وهذا ما يؤكد أن الذين خاضوا ضدي الحملة، من العدالة والتنمية، استعملوا كل الوسائل الدنيئة، منها الادعاء بأني حاصل على الجنسية الإسبانية، وهذه نكتة، لأَنِي لم أقم أبدا في اسبانيا حتى أطلب الحصول على جنسيتها، كما يدعون. فإقامتي كانت دائما في بلدي الغالي، المغرب، سواء داخل الأسوار أو خارجها.”.
من جانب آخر، اعتبر مجاهد أن مصطفى الخلفي “لم يكن رجلا مناسبا لهذا القطاع (وزارة الاتصال)، رغم أني دافعت عنه ليتولى هذه الحقيبة، و يمكن لبعض قادة العدالة والتنمية، أن يشهدوا على ذلك، وكنت أعتقد، خاطئا، أن مروره من مسؤولية جريدة «التجديد»، كان سيجعل منه شخصا أقرب إلى التفاهم مع المهنيين، خاصة وأنه كان يحضر معنا، باسم الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في الحوار الوطني، « الإعلام والمجتمع»، غير أنه أدار ظهره لكل ذلك”.
وأضاف مجاهد أن الخلفي “اعتقد أنه سيفرض أجندته الإيديولوجية، وبدأ بدفتر التحملات، الذي أكد فيه أنه يحلم بمجتمع غير المجتمع المغربي، ففشل. لقد كان من المفترض فيه أن يخلق علاقات التفاهم والثقة، مع الفاعلين الحقيقيين في هذا القطاع، مثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفدرالية الناشرين ومسؤولي مؤسسات الإعلام العمومي… لكنه فضل طريقا آخر، تنازع مع كل هذه الأطراف، لأن أجندته إيديولوجية وليست مهنية”.