شاركت نخب سياسية واقتصادية وثقافية رفيعة المستوى، من داخل وخارج الوطن، يتقدمهم عدد من مستشاري الملك محمد السادس، عائلة الشعبي في حفل تخليدها للذكرى الأولى لرحيل الثري المغربي الحاج ميلود الشعبي، رجل الأعمال العصامي، الذي يتوج مساره الحافل بالنجاحات، متربعا على ثروة تقدر بـ1,3 مليار دولار أمريكي، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي.
روح الراحل ميلود الشعبي، حلقت مساء أول أمس الخميس بالرباط، فوق سماء المشاركين في الحفل الخاص المخلد لذكرى رحيله. إذ استحضرت العديد من الشهادات المؤثرة خصال الرجل ومناقبه، وكيف كان صلبا في الحق وسباقا إلى الخير ووطنيا حتى النخاع…
وسافر المشاركون في هذا الحفل، الذي حمل بصمة نجلة الراحل أسماء الشعبي التي توصف بـ”توأمه الروحي”، من خلال معرض للصور يوثق للحياة الخاصة والعامة للراحل، عبر زمان البدايات الأولى لنجاحات الشعبي، التي انطلقت عند أربعينيات القرن الماضي، منذ زواجه بالمناضلة الاجتماعية وسيدة الأعمال الحاجة ماما التجموعتي، بحي الشهداء المجيد بالقنيطرة.
ووقف الحضور عند العديد من الصور التي تكشف الجزء الخفي في صناعة نجاح المسار الاستثنائي لرجل عصامي اسمه الحاج مليود الشعبي، لعل من أبرزها تلك التي كتب فوقفها الرجل عبارة: “أنا متفائل ووطني، وأحب بلدي، وليس لدي سوى جواز سفر واحد.. إنه الأخضر”.
وخاطبت أسماء الشعبي، في هذا الحفل الخاص الذي حضره عدد من مستشاري الملك، والدها الراحل بلغة الحاضر الذي لم يمت، وهي تستعرض بخشوع وفخر ما لا يعرفه الناس عن رجل عاش من أجل الناس. قائلة: “أبي ذلك النبع الصافي، إلى شجرتي التي لا تذبل، إلى الظل الذي أأوي إليه، في كل حين.. أبي”، مضيفة: “في نظر العالم أنت أبي، وفي نظري أنت العالم.. رعاك المولى وجزاك من الثواب أجزاء”.
وأعرب الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين، سفير مصر في الرباط، في تصريح لـ”آخر ساعة”، عن احترامه وتقديره للراحل ميلود الشعبي، قائلا في هذا الصدد: “شخصية الحاج ميلود الشعبي احترمها وأقدرها، عرفتها عن قرب، وعرفت أسرته وأبناءه وأحفاده وتاريخه…”، مضيفا: “كم كان محترما وخيرا وله نشاط اقتصادي بارز في المغرب، ومشروعات في مصر”.
ومضى السفير المصري قائلا: “الحاج ميلود الشعبي هو قدوة كبيرة للمغاربة والعرب بصفة عامة، وشخصية نفتخر بها، ربنا يتغمده برحمته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان، ونتعلم مما أرساه من قواعد ومن مثل يحتذى به عبر كل الأجيال”.
من جهته، أثنى فوزي الشعبي، نجل الراحل ميلود الشعبي، في تصريح لـ”آخر ساعة”، على المجهودات الكبيرة التي بذلتها شقيقته أسماء الشعبي، في تنظيم وإنجاح حفل تخليد الذكرى الأولى لرحيل ميلود الشعبي، معتبرا أن الحفل نجح في جمع جميع أصدقاء الراحل المقربين، من داخل المغرب وخارجه ومن مختلف الجنسيات.
ونوه الشعبي بمبادرة تكريم هذا الحفل لعدد من الأسماء العصامية، التي نجحت في مسارها المهني، على غرار مسار الراحل ميلود الشعبي، إذ جرى تكريم السيدة عائشة البقالي ومصطفى الرامي، اللذين عبرا للجريدة بدموع الفرح بالتتويج والحزن على رحيل الشعبي الأب عن اعتزازهما بهذا التكريم التحفيزي.
وقال الحاج محمد، صهر الراحل، للجريدة: “هذا الحفل يعكس المكانة العظمية للرجل عند شخصيات مرموقة من مختلف الجنسيات، التي قدمت من مختلف جهات العالم لتخليد ذكرى رحيله. وفي الحقيقة لم يرحل عنا، لأن أعماله الجليلة، مازالت وستبقى يذكره بها الناس”. وكشف المتحدث نفسه عن قوة العلاقة الخاصة التي جمعت بين الراحل ونجلته أسماء الشعبي، مؤكدا أن الحاج ميلود الشعبي حاضر بشكل يومي في حياة ابنته، وهو ما يعكس العلاقة الاستثنائية التي جمعت بين الوالد وابنته.
وحضر هذا الحفل، الذي تميز بإنشاد مروة الشعبي، حفيدة الراحل، أنشودة “طلع البدر علينا” باللغتين العربية والإنجليزية، عدد من الوجوه السياسية البارزة، يتقدمهم إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.
ويذكر المغاربة باعتزاز مسار ميلود الشعبي، الناجح في مجال المال والأعمال، الذي بدأ من راع للغنم بمسقط رأسه بدوار امزيلات بقبيلة الشياظمة، قرب مدينة الصويرة سنة 1929، إلى رجل أعمال عصامي وأحد الفاعلين في مجال العقار بالمغرب منذ سنة 1948، إذ بات يتربع اليوم على ثروة هائلة. إذ صنفت مجلة “فوربس” لعام 2015 الملياردير المغربي مليود الشعبي مالك مجموعة “يينا هولدينغ” القابضة، في المرتبة 24 عربيا و1415 عالميا حسب ترتيب أغنياء العالم، بثروة قيمتها 1,3 مليار دولار أمريكي، بعدما كان قد انطلق من مدينة القنيطرة في أربعينات القرن الماضي بشركة صغيرة في البناء تدعى “افكا”.