ذكر رئيس جمعية جهات المغرب، امحند العنصر، أن الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي يشكلان مصدر انشغال دائم لمختلف حكومات المغرب منذ الاستقلال.
ونقل بلاغ للجمعية، أن العنصر، أبرز في مائدة مستديرة نظمت يوم الأربعاء الماضي بمكناس حول موضوع “الجهات والتنمية القروية والأمن والانتقال الغذائي.. رهانات وآفاق العمل” على هامش الدورة ال 12 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الدور الجديد للجهات وما تضطلع به من اختصاصات في مجال تنمية العالم القروي.
وقال إن هذا الهدف لا يمكن بلوغه دون تنسيق موسع بين مختلف الفاعلين على مستوى الفضاء القروي.
وأبرز البلاغ أن الإنتقال العذائي كان في صلب هذا اللقاء الذي تدارس تغيير الأنظمة الفلاحية وإعادة هيكلة المجال الترابي، وكذا استحضار محوري الاستهلاك والإنتاج من أجل ضمان توازن مستدام ومضطرد بجعل التغذية أداة للتنمية الجهوية.
وشدد الخبراء المشاركون في هذا اللقاء على ضرورة التنسيق والتشاور بين الفاعلين بالمجال الترابي على الخصوص المنتخبين والفاعلين في المجال الفلاحي وممثلي المنتجين والجمعيات والتعاونيات من أجل إنجاح الإنتقال والأمن الغذائيين.
وثمن البلاغ تبادل التجارب خلال هذا اللقاء على الخصوص القضاء على ديون الفلاحين الفرنسيين بفضل إرساء سياسة لتثمين المنتجات المحلية واكبها عمل تسويقي ملائم.
وأورد البلاغ نموذجا آخرا عن هذه التجارب يتعلق بتمكن إحدى التعاونيات بجهة سوس-ماسة، بفضل التزام المنخرطين فيها، من الرفع من إنتاجها من الحليب في سنوات قليلة لينتقل من 1500 لتر يوميا الى مليون و500 لتر يوميا فضلا عن خلق شبكة بنيات تحتية من ضمنها منازل ومركز تكوين وتبادل استغلال التجهيزات.
كما تم خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه جامعيون ورجال أعمال ومنتخبين محليين وجهويين وممثلون عن المجتمع المدني وفاعلون في المجال الفلاحي ، التطرق لموضوع الجهوية المتقدمة التي باتت حقيقة ملموسة والتي تشكل مسلسلا لا يمكن التراجع عنه.
كما شارك في هذا اللقاء، الذي نشطه رئيس جهة سوس-ماسة، إبراهيم الحافيظي، ممثلون عن القطاعات الوزارية وخبراء من المغرب والخارج.
وينتظر أن يستقطب الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس المنظم على مساحة 1700 ألف متر مربع، منها 90 ألف متر مربع مغطاة، بمشاركة 1230 عارضا (910 عارض وطني و 320 عارض أجنبي) من 66 بلدا، حوالي مليون زائر، وذلك باعتباره تظاهرة دولية تجعل المغرب منصة هامة للتبادل والأعمال وأحد أبرز الوجهات الفلاحية على الصعيدين القاري والدولي.
ويقترح هذا الحدث، الذي يجذب آلاف الزوار من المهنيين ومختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع الفلاحي، على مدى ستة أيام، نافذة يطل من خلالها على الفضاء القروي وعلى المنتجات المحلية بالمغرب، كما يساهم في تثمين المنتجات والتقاليد من خلال فضاءات خصصت لهذا الجانب.
وتحضر إيطاليا، البلد الرائد في مجال الفلاحة المستدامة والبيولوجية، وثالث بلد فلاحي في الاتحاد الأوروبي والشريك التاريخي للمغرب، كضيف شرف لدورة 2017.
وتسجل الدورة ال 12 من هذا الملتقى أرقاما قياسية على مستويات عدد الزوار والعارضين والدول المشاركة والندوات الموضوعاتية، والفاعلين ضمن المجتمع المدني.