أعلن إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة اليوم السبت 22 أبريل 2017، تضامنه مع الناشط الإسلامي محمد عبد الوهاب رفيقي إثر ما يتعرض له هذا الأخير بسبب التعبير عن رأيه في مراجعة قوانين الإرث.
وقال العماري في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفاسبوك “ليس بعيدا عما دونته يوم أمس عن أبعاد الأسئلة الحارقة التي أحرج بها الطلبة المغاربة زغلول النجار، يتابع رواد المواقع والشبكات الاجتماعية ما يتعرض له السيد عبد الوهاب رفيقي من حملة مسعورة تريد النيل من مرتبته العلمية وتحريض الغلاة ضده”، مضيفا “لقد تعرفت شخصيا على الأستاذ عبد الوهاب رفيقي، عبر الصحافة، عندما اعتقل فيما سمي بملف السلفية الجهادية. وبحكم صداقتي لمجموعة من الفاعلات الحقوقيات والفاعلين الحقوقيين الذين اشتغلوا على هذا الملف وغيره من القضايا الحقوقية ببلادنا، فقد تعرفت بطريقة أخرى على السيد رفيقي”.
وتابع العماري قائلا “فيما بعد كنت من المتابعين، عبر الصحافة دائما، لكتاباته واجتهاداته ومساهماته النظرية في النقاش العمومي داخل المغرب وخارجه؛ وطالعت ما نشره تحت عنوان “مراجعات لا تراجعات”، بحكم اهتمامي بالمنظرين في الفكر الإسلامي والإسلام السياسي، وحدث أن التقيت به وصافحته بالصدفة، على هامش بعض اللقاءات العمومية، وقبل ما يربو على سنتين أو أكثر، جالسته لمرات عديدة بمعية أحد الأصدقاء المشتركين بشكل منتظم تقريبا في البداية. وكنا نتحدث في أمور كثيرة مرتبطة بالدين والدنيا. وفي الفترة التي كنت أتعرض فيها لهجمة شرسة منظمة وممنهجة من طرف بعض السياسيين الذين يلبسون عباءة الدين، مُدعين أنني ضد الإسلام والمسلمين؛ لم ألمس في هذا الرجل من خلال لقاءاتي المتعددة معه أي ميول إلى هاته الجماعات، علما أنني كنت أتحاشى دائما الخوض معه في القضايا الخلافية. حيث كانت علاقتي معه بخلفيات إنسانية وحقوقية. واعتبرته من بين ضحايا التعسف في بلادنا، وبهذه الخلفية من المفروض أن أكون بجانبه رغم اتساع دائرة الاختلافات بيننا فكريا وإيديولوجيا”.
وأردف العماري قائلا “وللتاريخ، فقد عاملني الرجل انطلاقا من نفس الخلفية الإنسانية والحقوقية عندما كنت أتعرض للهجوم من طرف خصومي السياسيين بتوظيفهم اللاأخلاقي للدين. فتوطدت العلاقة بيننا رغم اختلافاتنا إلى حد التناقض حول بعض القضايا الفكرية والدينية، واكتشفت فيه الانفتاح والاطلاع الواسع واحترام قيم الاختلاف وحرية الرأي والتفكير، واليوم لا أعلن تضامني معه لما يتعرض له من حيف من منطلق أنني أمين عام لقوة سياسية لها وزنها في بلادنا فحسب، وإنما من المنطلق الانساني الذي يربطني بصديق عرفته عن قرب واشتغلت إلى جانبه لفترة في الجريدة. وأريد أن أهمس في أذنه ضد أولئك الذين يشنون عليه حملة هوجاء. أخي عبد الوهاب، ها أنت اليوم تدرك، بعدما كنا نختلف حول هذا الأمر، أنه يكفي أن تعبر عن رأي أو فكرة تختلف فيها مع بعض الناس، حتى يقذفونك بشتى أنواع الشتم والسب والتنقيص، إلى درجة التكفير واستحلال الدم. ها أنت صديقي عبد الوهاب قد أدركت ما قلتَه لي يوما أن إلياس العماري الذي أنا جالس معه ليس هو ذاك الـ إلياس الذي صوره لك أصحابك”.
وأضاف العماري “لابد أن أصرخ في وجه من يريد مصادرة حق عبد الوهاب رفيقي وغيره والتضييق عليه في التعبير عن آراءه وأفكاره بكل حرية ومسؤولية، وأقول أنه ليس من حق أي قوة كيفما كانت، أو أي عالم أو شيخ أو مرشد، كيفما كانت قيمته وقامته أن يقوموا بخوصصة الدين والوطن. الانتماء إلى هذا الدين وهذا الوطن حق لكل المواطنين وليس منة من أحد. وحرية اختيار القناعات الدينية والمذهبية والاجتهاد والانتساب إلى هذه المرجعية أو تلك هي مسألة شخصية داخل المجال المشترك. وليس من حق أي أحد أن ينصب نفسه حارسا، على أبواب الجنة يوزع الرحمة على من يشاء وينزعها ممن يشاء.
وختم العماري تدوينته قائلا “علمني جدي و أبي رحمهما الله مبدأين إسلاميين مهمين: أولا: لا اكراه في الدين، ثانيا: المجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد”.