لغز الهيستيريا الجماعية التي أصابت عشرات التليمذات بخريبكة

مازال لغز الهستيريا الجماعية التي أصابت 108 تلميذات بمؤسسات تعليمية بجهة بني ملال خنيفرة، يثير حيرة لدى الأطقم الطبية بمستشفيات الأقاليم الثلاثة، ومعها مصالح وزارة التربية الوطنية. الموضوع تطرقت له يومية «الأخبار »، في تحقيق مطول في عددها الصادر الثلاثاء.

وذكرت اليومية، في التحقيق الذي احتل الصفحة الـ13، أنه خلال الفترة بين 13 و21 أبريل، عرفت تسجيل حالات اغماءات وهستيريا جماعية في صفوف تلميذات بعدد من الإعداديات والثانويات بالفقيه بنصالح والخريبكة والتي أصبات 108 تلميذة.

الجريدة في تفسيرها للحالات، أوردت على لسان متخصص في الصحة النفسية والعقلية بمستشفى الطب النفسي ببرشيد، أن ظاهرة الهيستيريا الجماعية، هي الظاهرة النفسية التي تصيب العنصر النسوي على الخصوص، التي تكون في نفس المستوى من العمر أو الوضعية الاجتماعية مثلا طالبات في داخلية أو مؤسسة تعليمية أو نساء متزوجات، أو عاملات في نفس المصنع.

واعتبر الرامي في توضيح لليومية، أن الهستيريا الجماعية أو hystérie collective هي ظاهرة نفسية تنتقل من مصابة إلى أخرى وإلى جماعة، مؤكدا أننا حينما نتكلم عن انتقال عدوى الضحك من شخص إلى عدة أشخاص أو عدوى انتقال السلوك العنيف والاضطرابات في بعض المجموعات البشرية كالجماهير الرياضية مثلا أو في بعض المظاهرات، فنفس الأمر يمكن أن يقع في موضوع الهيستيريا الجماعية لدى الفتيات.

في الوقت الذي أكدت الفحوصات التي خضعت لها التلميذات إلى أن الأمر لا يتعلق الأمر بمرض عضوي أو أي تسمم دوائي أو غذائي، طرقت اليومية كذلك باب أخصائيين في الطب النفسي لمعرفة أسباب ظاهرة الهيستيريا الجماعية، بحيث التقت مصطفى يطو، باحث مختص في الأمراض النفسية والذي اعتبر أن الظاهرة محيرة وغريبة، خصوصا أنه لم تبين من خلال الفحص الطبي أي مرض عضوي ولا تسمم مائي أو غدائي ولا أي شيء من هذا القبيل.

وأكد أن المنهج العلاجي يقتضي في حال عدم التوصل إلى أمراض عضوية أو أعراض باطنية يتم اللجوء إلى التشخيص النفسي لفك لغز هذه الظاهرة الغريبة.

وأضاف يطو أنه إذا كانت البيئة ليست السبب في ما حصل، يبقى الحديث عن هستيريا جماعية أمر وارد بقوة، لأنه من المعروف في دليل الأمراض النفسية والعقلية كون الهستيريا تصيب النساء بنسبة كبيرة بالمقارنة عند الرجال، نظرا لعاطفتهن الحساسة وتأثرهن الكبير بمن حولهن وعدم تحكمهن في مشاعرهن وانفعالاتهن، هذه الفرضية ممكنة وفي نفس الوقت من الصعب إثبات صحتها العلمية، ويبقى الحديث عن «هلع جماعي » أمر ممكن لأنه تم في بيئة اجتماعية واحدة أي «معاش مؤلم مشترك »، مشيرا إلى أن التعبير الجسدي كان موحدا ومشتركا في ما يخص الأعراض الجسيمة التي ظهرت على التلميذات كصداع الرأس وخفقان القلب، الدوخة والصراخ والإغماء.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة