المريزق: الوطن اليوم في حاجة لكل أبنائه الأحرار التقدميين وليس للانتهازيين والمتنفعين

قال المصطفى المريزق عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، في حوار مع جريدة “آخر ساعة” في عدد الاثنين إن الوطن اليوم في حاجة لكل أبنائه الأحرار التقدميين وليس للانتهازيين والمتنفعين، مشيرا إلى أن حزبه “يتعرض لهجوم إعلامي وسياسي تقوده جهات مختلفة”.

كيف ترى الهجوم الذي يتعرض له حزبكم هذه الأيام؟

يتعرض حزب الأصالة والمعاصرة لهجوم إعلامي وسياسي تقوده جهات مختلفة، وبهذه المناسبة أجدد مواقفي الثابتة لكل من يتطاول على أبناء الوطن، الذين اختاروا بإرادتهم ممارسة السياسة في وطن يجب أن يتسع للجميع، وأؤكد أن السياسة هي أولا وقبل كل شيء مبادئ وأخلاق.. ومهما يكن سنظل أوفياء لأخلاقنا ومبادئنا والتزامنا ولمواقفنا السياسية، مهما كان الثمن. قد أكون مخطئا، لكن لن أعيش الذل ولن أقبل الاستبداد والخنوع والركوع، وتوجهات الأهواء والتعليمات والمصالح… لقد عانينا من القمع والتعذيب والاعتقال والنفي من أجل وطننا الرائع، ورغم الجراح التي لم تندمل فضلنا الاستمرار في الصمود دون حقد أو كراهية، فضلنا التحدي والمقاومة كاختيار إنساني وحقوقي وثقافي وسياسي من أجل الوطن، وليس من أجل إرضاء الذات أو التاريخ، أو حلقات الدروب الضيقة.

هل مازال النضال ممكنا من داخل المؤسسات الحزبية في ظل المتغيرات الجديدة؟

نعم هناك متغيرات جديدة.. هناك حراك شعبي وطني في كل الاتجاهات وفي كل ربوع الوطن.. هناك سياسات لا وطنية ولا ديمقراطية ولا شعبية، قد تأتي على الأخضر واليابس.. وتدفع بالعجلة لضرب حلم “المغرب الممكن”. نعم يجب إعادة النظر في العديد من الأمور التي كنا نعتقد أنها محسومة، لكن لن يملي علينا أحدا أهواءه النكوصية ولا الإصلاحية أو المخزنية.. وهذا ما اعتنقناه منذ بداية تجربتنا النضالية الجنينية، لأننا ولدنا أحراراً ورضعنا حليب الحرية من مهدنا العائلي والبلدي.. ونضالنا لم يجبرنا أحد على اعتناقه، ولم يفاوضنا أحد في طريقة انتمائنا للوطن وعشقنا له، لأن إيماننا ظل راسخا ولم يتزحزح، وإذا كان ثمن انتمائنا للوطن غاليا فسيكون عشقنا له أغلى.. وأكثر مما يعتقده الخصوم…

أما من يلعب بالنار متوهما أن مغرب اليوم هو مغرب الأمس، فنقول له أنت واهم.. لأننا لا نملك ما نخسره، وقد نضحي بالغالي والنفيس من أجل مواقفنا مهما كانت.. ليس المهم أن نخطأ.. لكن لن نقبل الاذلال ولن نركع…

ألا ترى أن النضال يتطلب القبول بتجديد الدماء في العمل السياسي مع ما يقتضيه ذلك من تقييم ونقد ذاتي؟

طبعا، نحن كذلك نطالب بتجديد دماء العمل السياسي، وتقييم موضوعي داخلي وخارجي لكل ما حصل، ونطالب بالنقد والنقد الذاتي من أجل انطلاقة جديدة، ومن أجل رد الاعتبار لكل الطاقات التي تستحق مواقعها الطبيعية والنضالية، وتستحق تكريمها والاعتناء بها كي لا تضيع.. لأن الوطن اليوم في حاجة لكل أبنائه التقدميين الأحرار وليس للانتهازيين والمتنطعين والمستفيدين… إن الحراك الشعبي الوطني يطالب كل الطبقات السياسية بالاصطفاف في صف التغيير للمطالبة الجماعية بالتعجيل بانتقال ديمقراطي حقيقي، والنضال الجماعي ضد النكوصية وضد الردة…. قادمون وقادرون… لنواصل معا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة