صدر حديثا مؤلف يحمل عنوان “ميراث النساء” .
ويُعد هذا الكتاب عملا رائدا يشمل دراسات وتحليلات ذات تخصّصات متعددة حول موضوع ميراث المرأة في المغرب، ويأتي استجابة للحاجة المُلحّة إلى فتح نقاش علمي رصين وإلى طرْق باب التفكير بطريقة أكاديميّة حول هذه القضيّة الأساسيّة والحسّاسة داخل المجتمعات الإسلاميّة، مع ما تعرفه هذه الأخيرة من تحوّلات كبيرة، ومع ما تعرفه وضعية المرأة من تطوّر ملموس، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته بكل سهولة في المغرب.
إنّ الانتقال، في بلادنا، من نظام العائلة “القَبَلِيّة” إلى الأسرة “النّوويّة”، وولوج المرأة إلى سوق العمل، ومساهمتها المتزايدة في الخليّة الأسريّة، أحيانا كثيرة بصفتها ربّة أسرة، يجعل المنظومة الفقهية للإرث غيـر متماشية مع واقع واحتياجات المجتمع المغربي.
وبناء على الاقتناع بأنّ التّفكير الجماعيّ منفذ يؤديَ إلى حلول مناسبة وأكثر مصداقية، فإنّ هذا المؤلَّف يطمح إلى اقتراح مجموعة من الحلول العلميّة بالاعتماد على التّخصصات المتنوعة لمعالجة هذه الإشكاليّة المتعدّدة الأبعاد وذات التّحدّيّات الاجتماعيّة والدّينيّة والقانونيّة، وكذا الاقتصاديّة والسّياسيّة والنّفسية والتّربويّة.
والهدف من هذا العمل العلمي من جهة أولى هو تنوير القرّاء من خلال اقتراح مجموعة من الدّراسات والتّحليلات المختلفة الّـتي يمكن أن تُغني تفكيرهم حول هذا الموضوع بعيدا عن كلّ جدل أو خلاف، ومن جهة أخرى، خلق نقاش جماعيّ وبَـنّاء وشامل ومحايِد داخل مجتمعنا حول الإصلاحات التي يمكن أن تحدُث حول موضوع الإرث بالمغرب في ضوء وجهات نظر متعددة التّخصّصات.
ومن هذا المنطلق، فإنّ طموح الكتاب هو الدّفاع عن فكرة أساسية وهي أن هذا الإصلاح العادل والمُنصِف للمنظومة الفقهية للإرث في المغرب لا يمكن أن يحدث إلا بالإستناد أساسا إلى مبادئ وتعاليم الإسلام المستمدة من النصوص المؤسسة: القرآن والسنة الصحيحة، وأنّ مثل هذا الإصلاح لا يتعارض مع الدين الإسلامي، بل على العكس من ذلك يستمد أُسُسه من داخل المنظومة الدّينيّة الإسلاميّة.
كما يبين الكتاب أمرا مهما وهو العديد من المؤشرات تبين أن مقاومة أيّ إصلاح بخصوص هذه المسألة لا تستند إلى المرجعية الدينيّة فقط، ولكنّ أسبابها ودوافعها متعدّدة؛ إنها اجتماعيّة-ثقافيّة ونفسيّة وسياسيّة وتربويّة كذلك.
ينطلق هذا العمل الجماعيّ في المقام الأوّل من وجهات نظر مختلفة ومتقاطعة؛ فمؤلّفوه ليست لهم آراء متطابقة، ولكنّ ما يوحدهم هو اقتناعهم بضرورة تحسين فِعْـلِـيّ لحقوق النّساء وحماية كرامتهنّ.
هذا المؤلَّـف هو ثمرة تعاون بين 23 باحثا وخبيرا في مختلف التخصّصات في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، و15 مُترجما صَدَر بثلاث لغات (العربيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة)، وباختياره لمؤلّـفين مرموقين، يسعى هذا المؤَلَّف إلى أن يكون مرجعا من بين المراجع المعتمدة التي يستند عليها هذا النّقاش الحَسّاس والهامّ لمجتمعنا.
Accueil فن و ثقافة “ميراث النساء” يعيد التفكير في قضية المساواة في الإرث
Related Posts
18 يوليو 2025 - 13:56
سينما.. توزيع أكثر من 46 مليون درهم على مشاريع أفلام روائية ووثائقية
18 يوليو 2025 - 10:39