خبيران شيليان يشيدان بريادة المغرب بإفريقيا.. وهذا ما قالاه عن علاقاته بأمريكا اللاتينية

أكد الخبيران الشيليان المتخصصان في العلاقات الدولية، خوان كارلوس موراغا وأندريس غريمبلات، أن ريادة المغرب داخل القارة الإفريقية طبيعية وتساهم في تعزيز العلاقات مع أمريكا اللاتينية، وبلدان أمريكا الجنوبية على الخصوص.

وأبرز الخبيران، اللذان حلا ضيفين على اللقاء الدوري الذي نظمه مساء أمس الجمعة ببوينوس أيريس، قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية لمناقشة موضوع ” المغرب وأمريكا اللاتينية: آفاق التعاون الجديدة”، أن حضور المغرب، كبلد رائد داخل الاتحاد الإفريقي قام بالعديد من الخطوات التي عززت تطوره السياسي والحقوقي، في أمريكا اللاتينية كفيل بتعزيز التعاون جنوب- جنوب والانفتاح والتقارب بين بلدان المنطقتين.

واعتبر أندريس غريمبلات، المحلل السياسي والأستاذ بجامعة “سانتا ماريا” بفالباراييسو بالشيلي، خلال هذا اللقاء، أن المغرب يقوم بخطوات مهمة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكرس الانفتاح والتقارب بين دول الجنوب، مبرزا أن التطور الذي يعرفه المشهد السياسي والاقتصادي للمغرب يمثل أرضية مهمة لإنجاح العلاقات بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

واعتبر أندريس، الذي سبق له أن أصدر العديد من المؤلفات من بينها “السيميولوجيا” (2008) و “القيادة من أجل التغيير” (2007)، أن استئناف المغرب لعلاقاته مع كوبا وموقفه من الأزمة الفنزويلية واستعداده للمساهمة في مسلسل السلام بكولومبيا وكذا الزيارات التي تقوم بها وفود مغربية للعديد من البلدان الأمريكية اللاتينية، كلها خطوات عملية تكرس الانفتاح الدبلوماسي للمملكة ورغبتها في تعزيز التعاون مع بلدان المنطقة.

وثمن الخبير الشيلي، المتخصص أيضا في علوم اللغة والتواصل والذي يشغل مهام استشارية لدى العديد من المؤسسات العمومية بالشيلي، “الجهد الدبلوماسي الكبير الذي بذله المغرب خلال السنوات الأخيرة” للرقي بالعلاقات بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية وخطوات المملكة تجاه هذه المنطقة، مؤكدا، في هذا الصدد، على ضرورة خلق أكبر قدر من التعاون والتبادل بين الهيئات الأكاديمية والجامعية والفاعلين الاقتصاديين والقوى الحية في البلدان الإفريقية والأمريكية اللاتينية.

وبدوره، شدد خوان كارلوس موراغا، المدير التنفيذي ومؤسس المركز الشيلي للدراسات المغاربية، على ضرورة التعريف بالتطور الذي يشهده المغرب لاسيما من خلال مؤسسات أكاديمية مثل مركز الدراسات المغاربية بالأمريكتين، الذي أعلن عن إحداثه مؤخرا بالعاصمة الكولومبية، بوغوطا، ليضطلع بدور التعريف بواقع بلدان شمال إفريقيا، مع تبني نظرة مستقبلية إيجابية وشمولية تقوم على التسامح والروح الأكاديمية، من أجل السعي إلى دعم السلام والثقافة والحوار.

واعتبر موراغا، الذي يرأس أيضا المنظمة غير الحكومية “ريابيليطاثيون إي اسبيرانثا” (تأهيل وأمل)،التي تتخذ من العاصمة الشيلية سانتياغو مقرا لها، أن التعريف بالمبادرات والخطوات التي يقطعها المغرب لتعزيز تطوره السياسي والحقوقي ولتكريس انفتاحه على بلدان الجنوب، يمثل “واجبا أخلاقيا” بالنسبة للفاعلين الأكاديميين والسياسيين بأمريكا اللاتينية، بالنظر إلى قيمة هذه الخطوات في خدمة العلاقات جنوب- جنوب وتقويتها.

وأشاد موراغا، صاحب العديد من المؤلفات منها “الحاجة إلى يسار ديمقراطي في الشيلي” ، بمقترح الحكم الذاتي لجهة الصحراء الذي يمثل، برأيه، “مبادرة مبتكرة وعادلة” تكرس نموذجا يقتدى بالنسبة لمناطق أخرى من العالم لحل النزاعات، مبرزا أن هذه المبادرة، التي قدمتها المملكة سنة 2007 كمساهمة عملية لحل قضية الصحراء على أساس وحدتها الترابية “تضمن تكريس حقوق الإنسان”.

وأكد الخبير الشيلي، الذي ألف أيضا “آفاق الاشتراكية الديمقراطية في أمريكا اللاتينية” و”مرتان في الأسبوع” و”حكاية لم تسرد أبدا”، أن المغرب يقدم ضمانات التقدم والاستقرار في المنطقة وبات، بفضل التطور السياسي والاقتصادي والحقوقي الذي يعرفه، بعيدا عن تلك الصورة النمطية لدى الأمريكيين اللاتينيين عن البلدان العربية، مضيفا أن اعتماد المغرب لسفيرات بالخارج يعكس الانفتاح الذي يميز المملكة وجهودها للنهوض بأوضاع المرأة وحقوقها.

كما أبرز موراغا، الذي عاش تجربة النفي والاعتقال في عهد الحكم الديكتاتوري لأوغوستو بينوتشي، أن الدبلوماسية المغربية “براغماتية وواقعية تقوم على الاحترام المتبادل”، داعيا، في هذا الصدد، بلدان المنطقة إلى التجاوب مع إسهامات المغرب ومبادراته لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز التعاون جنوب- جنوب.

يشار إلى أن قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية، الذي يتخذ من العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس مقرا له، يعمل على تنظيم لقاءات بشكل دوري، بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، تستضيف فعاليات وشخصيات من مشارب مختلفة، لا سيما من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على قضايا راهنة وأخرى تهم العلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة