حكمت المحكمة العليا الإسبانية، يوم أمس الأحد، على مغربي وزوجته بالسجن ست سنوات، على خلفية اتهامهما بنية السفر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، وذلك بحسب ما أوردته وكالة “أوروبا بريس” الإسبانية، حسب ما جاء في صحيفة “آخر ساعة” في عدد الاثنين.
المتهمان هما شقيق مغربي يدعى شكري (أ.ه) قضى في عملية انتحارية بسوريا، وزوجته الإسبانية سارة (ف.س)، وكانا يعيشان في غرناطة قبل أن يتم إلقاء القبض عليهما في 15 أبريل 2016 بميناء الجزيرة الخضراء، حيث كانا يستعدان للسفر إلى مدينة تطوان مع طفلهما البالغ من العمر سنتين.
وترى المحكمة العليا الإسبانية أن شكري وزوجته قصدا المغرب بنية السفر إلى مناطق النزاع في سوريا للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية الإرهابي، لتدينهما بجريمة التشبع بالفكر الإرهابي ومحاولة الانتقال إلى منطقة تسيطر عليها منظمة إرهابية. وفي حكمها أشارت المحكمة ذاتها إلى أن شكري وافق، في الاتصالات التي أجراها مع بعض أقاربه، على الذهاب إلى سوريا “لملء المنصب الذي تركه شقيقه أشرف بعدما قضى في عملية انتحارية”.
كما نصت لائحة الحكم على شكري بأنه شاهد أشرطة فيديو دعائية لداعش، تتضمن تعليمات للالتزام بتعليمات المنظمة الإرهابية، مضيفة أن اتصالات هاتفية متكررة جرت بين شكري وزوجته مع باقي إخوته تضمنت الكثير من اللوم بخصوص ذهاب أخوهم أشرف إلى سوريا في الوقت الذي يوجد له أشقاء أكبر منه يمكنهم القيام بتلك المهمة.
وفي تعقيبه، قال محامي المتهمين، سليمان أحمد، إن هذا الحكم “عام” ولا يحتوي على تفريد للحقائق بخصوص كل متهم، مؤكدا أنه يفتقر تماما إلى الدوافع. كما انتقد الطريقة التي باشرت بها المحكمة تحقيقاتها، معتبرا أنها ارتكبت عدة “مخالفات” في ذلك، ومن بينها التنصت على المكالمات الهاتفية والسجلات التي قال إنها لا تتضمن أي دليل صريح على الاتهامات الموجهة إليهما، موضحا أن محادثات المتهمين التي تم التنصت إليها خلال الثمانية أشهر الأخيرة من التحقيق، “لا تتضمن ما يؤكد أن المدانين كانا ينويان الذهاب إلى سوريا أو ارتكاب عمل إرهابي”.
وبخصوص المتهمة الإسبانية زوجة المغربي، قال المحامي إن “العنصر الوحيد الذي استندت إليه المحكمة لاتهامها بالتطرف هو مظهرها الخارجي، على اعتبار أنه لم يثبت عليها زيارة أية شبكة للدعاية الجهادية أو المشاركة في محادثاتها”، أما بخصوص الزوج، فإن الدليل الذي تستند إليه المحكمة في اتهامه بحسب المحامي، هو وجوده ضمن مجموعة على تطبيق الواتساب تضم إخوانه، علما أن أحدهم يدعى أشرف كان يوجد في سوريا.
ونفى المتهم المغربي وزوجته التهم الموجهة إليهما من طرف المحكمة العليا الإسبانية، معتبران أنه لا توجد لديها دلائل مادية لاثبات الاتهام الذي وجهته إليهما.