ماكرون يبدأ أولى جولاته الخارجية بزيارة برلين

ومن المتوقع أن تدور المحادثات حول مستقبل الاتحاد الأوروبي وبرنامج استثماري لتحفيز الاقتصاد. ومن المنتظر أن يسمي ماكرون اليوم رئيسا جديدا للوزراء. وسيكون لاختيار ماكرون لقيادات حكومته تأثير مهم على الانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة في يونيو المقبل، حيث ستُقوض مساحة القرار السياسي لماكرون بوضوح حال عدم حصوله على أغلبية في الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب).
ويعتزم الاشتراكي الليبرالي ماكرون تحفيز اقتصاد بلاده عبر إجراءات إصلاحية. واتخذ ماكرون خلال حملته الانتخابية موقفا واضحا مواليا لأوروبا في مواجهة منافسته اليمينية الشعبوية المعارضة للاتحاد الأوروبي مارين لوبان. ويسعى ماكرون إلى تعزيز الشراكة مع ألمانيا، رغم تعارض بعض أفكاره حول إصلاح العملة الأوروبية الموحدة مع بعض السياسات الألمانية.
وكان ماكرون قد وعد في أول خطاب رسمي يوم أمس الأحد “بجمع” الفرنسيين وتحقيق “المصالحة” بينهم، وإعادة الثقة إليهم، وإعادة تأسيس أوروبا وجعلها “أكثر فاعلية وأكثر ديمقراطية”. وسيشكل اختياره لرئيس الوزراء وتشكيلة الحكومة الجديدة التي يفترض الإعلان عنها الثلاثاء على الأرجح، أول اختبار لقدرته على لمِّ شمل الفرنسيين قبل شهر من انتخابات تشريعية حاسمة لتتمة ولايته الرئاسية.
وخصص ماكرون أول رحلة له إلى الخارج الاثنين إلى برلين للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي حققت فوزا انتخابيا مريحا ومهما الأحد قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في سبتمبر. فيما اعترف وزير ألماني طلب عدم الكشف عن اسمه بأن ميركل “تتمتع بهامش مناورة محدود جدا مع ماكرون بما أنها محافظة”. لكنه أضاف أنه “على الصعيد الإنساني يتوقع أن تسير الأمور على ما يرام”.
ويطرح الرئيس الفرنسي الجديد تخصيص ميزانية وبرلمان ووزير مالية لمنطقة اليورو، وهي قضايا يمكن أن تغضب المستشارة وحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي الصارمين جدا على الصعيد المالي.
وعنونت مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية السبت “الصديق العزيز ماكرون ينقذ أوروبا… ويترتب على الألمان دفع” المال. وكان ماكرون تولى مهامه رسميا الأحد في قصر الإليزيه خلفا للرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا أولاند الذي خصص أيضا آخر زيارة خارجية له لبرلين.
وأدى فوز ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع من ماي إلى تغيير المشهد السياسي الفرنسي بعد حملة شهدت تطورات كبيرة ونتائج تاريخية سجلها اليمين المتطرف، والغياب التاريخي للحزبين التقليديين اليميني واليساري.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة