بعد الضجة التي أحدثها الشريط المصور الذي بثه الإعلامي محمد التيجيني حول مركز علاج السرطان بالحسيمة حيث كشف الأخير في ذات الشريط أن المركز الذي يطالب به الحراك الريفي بالحسيمة موجود على أرض الواقع وتم إحداثه منذ سنة 2005. أكد أحد العاملين بالقطاع الصحي داخل الحسيمة، في حديثه لـ”إحاطة.ما” أن المركز موجود وتم بنائه سنة 2005 في حين تم تدشينه سنة 2008 نظرا للتأخر في الأشغال، مضيفا أن المركز غير مفعل ولا يتوفر على الأجهزة اللازمة بحيث أن أغلب التجهيزات متجاوزة أو معطلة.
وقال مصدر إحاطة إن المركز الطبي كان يتوفر في بداياته على 6 أطباء مختصين غادروا مقر العمل بعد تدهوره وثبوت عدم جاهزيته لعلاج المرضى، خاصة أن المركز، يفتقد لجهاز الكشف بالأشعة “السكانير” الذي يتم بموجبه تشخيص المرض ودرجته ونوعه، كما لا يتوفر على طبيب فيزيائي والذي يعد المسؤول على ضبط كمية الدواء التي يحتاجها كل مريض.
وكشف ذات المصدر على أن المستشفى حاليا يضم طبيبا واحدا رفقة ممرضتين يستقبلان الحالات يوميا قبل تحويلها إلى مدينة فاس للعلاج هناك، مضيفا أن كل الأجهزة الحديثة تم نقلها إلى مستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس.
ويضيف مصدرنا: “حاول بعض المسؤولين جاهدين بمعية الأطر الطبية تدارك الموقف وكان المدير الجهوي السابق يتدخل لتأمين العلاج للمرضى عبر نقلهم لمركز علاج السرطان بوجدة، إلا أن تفاقم الوضع وتكاثر الحالات حال دون ذلك، بحيث أصبح المركز الطبي بوجدة غير قادر على استيعاب المزيد من الحالات المتدفقة من مدينة الحسيمة تحديدا”.
جدير بالذكر، أن المركز أنشئ بتكلفة مالية قدرها 53 مليون درهم.
وكان التيجيني، أفاد من خلال مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، على أنه توصل بمعطيات من شخصية بارزة داخل الدولة كشفت له عن تواجد مستشفى معالجة السرطان كان قد أنشئ بالريف سنة 2005.
وقال التيجيني، على أنه استقى مجموعة من المعطيات من وزير الصحة في 2005 الشيخ محمد بيد الله، والذي أكد له على أن الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته آنذاك، بإنشاء مستشفى متخصص لمعالجة السرطان بمدينة الحسيمة.
وأضاف التيجيني، أن بيد الله أكد أنه أشرف بتعليمات ملكية على إنجاز مركز لمعالجة السرطان بالمنطقة سنة 2005، وهو من ”بين أحسن المراكز في المغرب حيث يتوفر على أحدث التقنيات وأجود المتخصصين”، على حد تعبير الوزير، الذي أضاف أن المركز المفترض أنشأ على أرض تابعة للقوات المسلحة الملكية بعد هبة ملكية.
وطالب محمد التيجيني من المسؤولين، بخلق لجنة تحقيق برلمانية للوقوف عن مصير المركز بعد 2007 وسوء الحكامة مع طرح تحقيق في الموضوع.
وتساءل التيجيني من خلال المقطع المنشور على صفحته، عن مصير المركز ودور المسؤولين عن القطاع خاصة الحسين الوردي الذي زار المنطقة على اعتبار أن بناء المستشفى يعد من بين المطالب الأساسية للساكنة.