في أمسية رمضانية بديعة التأم عدد ممن صنعوا تاريخ ومجد هذا الوطن، حيث احتضن مقر جهة الدار البيضاء-سطات مساء الخميس ندوة حول موضوع “ذاكرة المقاومة بجهة الدار البيضاء” من تنظيم مركز محمد آيت يدر للأبحاث والدراسات بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء-سطات. وتخلل هذا اللقاء تقديم شهادات كل من محمد بلمختار الأنصاري، مقاوم وعضو جيش التحرير، والحسين برادة ، أحد مؤسسي المقاومة بالدار البيضاء، بمشاركة الطيب بياض، نجيب تقي ونوال متزكي.
عبدالحميد الجماهري، نائب رئيس مجلس الجهة ، أكد خلال كلمة افتتاحية على أهمية هذا الموضوع المتعلق بالذاكرة الكفاحية للجهة ضد الاستعمار الفرنسي. فبالإضافة إلى شهادات للمقاومين في هذه الندوة، ارتأينا -يقول نائب رئيس الجهة- أن تكون هناك ثلاث مداخلات، تندرج في إطار البحث والتنقيب عن المقاومة وأشكالها، وكذلك المقاومة النسائية، بالإضافة إلى شهادة المقاوم الحاج الحسين برادة والمختار الأنصاري وبحضور سعيد بونعيلات أول رئيس للمجلس الوطني للمقاومة وأعضاء جيش التحرير.
وكشف عبدالحميد الجماهري في كلمته أن الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه هو إدخال المقاومة إلى الجامعة وأيضا وتكون أيضا في الفضاء العمومي، وعبر عبدالحميد الجماهري عن طموح الجهة لأن تكون أشغال التعاون في هذا المجال أطول من خلال شراكة حقيقية.
من جهته أكد الحاج الحسين برادة، في شهادته على أهمية دور الدارالبيضاء في المقاومة ومحاربة الاستعمار الفرنسي، ووصف البيضاء بأنها مدرسة الشهداء والمجاهدين الذين كان لهم الفضل في استقلال البلاد وعودة المغفور له محمد الخامس.
وسجل المقاوم برادة عدم اهتمام المسؤولين بهذه الفئة.
وعرج في شهادته على العديد من المحطات التي شهدتها البلاد، وكان وراءها المقاومون وأعضاء جيش التحرير، الذين قاموا بعدة عمليات فدائية كانت موجهة للمحتل الفرنسي.
أحمد السلماني رئيس مركز محمد آيت ايدر للدراسات والأبحاث، كشف أن هذه الندوة هي مقدمة لعمل مشترك سيعنى بالجهة في العديد من المجالات خاصة في التعريف بالمقاومين،
كما تميزت الندوة بشهادة المقاوم محمد بلمختار الأنصاري التي كشفت عن العديد من الأسرار المتعلقة بهذه المرحلة من تاريخ البلاد.
الأستاذ الطيب بياض، كشف في بحثه عن الحماية الفرنسية واستغلال خيرات بلادنا، كما عرج على أحداث 1907 ،حيث جاءت فرنسا بمراقبيها لفرضهم إلى جانب المراقبين المغاربة، بالإضافة إلى ماهو اقتصادي الذي كان حاضرا، وتناول في كلمته العديد من القضايا المرتبطة بهذه الحقبة التاريخية.
الأستاذ نجيب تقي، تطرق إلى امتداد نشاط المقاومة من الدار البيضاء إلى خارجها والظروف المحيطة بذلك، كما ذكر بالخلايا الوطنية سواء التي كانت بالشاوية أو السراغنة أو دكالة والخميسات وتيفلت…التي يقول كانت نتيجة هذا الامتداد وتنفيذ العديد من العمليات الفدائية، قبل أن يدب خلاف نتجت عنه قطيعة بين هذه الخلايا والتداعيات السلبية لذلك.
الأستاذة نوال متزكي، قدمت قراءة في كتاب المقاومات المغربيات الذي أنجزته المندوبية السامية للمقاومين وجيش التحرير، حيث أكدت أن المرأة كان لها دور كبير في المقاومة الوطنية، إذ لم يستطع المقاومون إنجاز العديد من العمليات الفدائية إلا بمساعدة هؤلاء النساء. وأوضحت الأستاذة الباحثة أن الحس الوطني كان متساويا بين الرجل والمرأة.