تتواصل داخل قبة البرلمان بالرباط فعاليات الدورة الـ11 للمهرجان الدولي “أطفال السلام”، تحت شعار “دورة إفريقيا”.
وتتميز دورة هذه السنة بمشاركة وفد يضم حوالي 700 طفل، من ثلاثين دولة عبر العالم ينتمون على الخصوص إلى كل من فلسطين ومصر وتركيا والغابون وغينيا كوناكري ونيجيريا وكوت ديفوار ومالي وطاجيكستان والسنغال والصين.
في هذا السياق قال رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي خلال استقباله للوفد المشارك إن الرهان على السلام ينبغي أن يكون رهانا على المستقبل، وعلى الأجيال الجديدة.
وأوضح المالكي، أنه يتعين علينا “أن نزرع السلام كفكرة في تربة المستقبل، وأن نلقن أطفالنا جميعا لغة السلام، وأن نجعلهم يتشبعون بثقافة السلام، وأن نهيئهم ليكونوا ضد وباء الحروب، ضد العنف، ضد التطرف، ضد الإرهاب، ضد الظلم، ضد العدوان”، مؤكدا في هذا السياق على أهمية الدور “الذي تنهض به أنظمتنا التربوية والتعليمية التي ينبغي أن نطعمها بثقافة السلام وبالتربية على السلام، سواء في المقررات أو في الكتب والتعلمات المدرسية”.
واعتبر المالكي أن ثقافة السلام ليست في الحقيقة سوى مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات والتصرفات وطرائق الحياة التي ترفض العنف والتطرف والعدوان والظلم، كما تستبق الصراعات والتوترات فتتصدى لجذورها وأسبابها، وذلك بالحوار، وأخلاق الحوار، والتفاهم بين الأفراد أو بين الجماعات، مؤكدا أن السلام في العالم، بالإضافة إلى زرع ثقافته وبث روحه، يحتاج إلى أسس نظامية ونظم وقوانين دولية ومحلية وإلى توفير أسباب الشرعية والمشروعية، وحماية الأمن والسلم الدوليين.
وأبرز المالكي أن السلام يحتاج إلى تقوية وتغذية ثقافته وتربيته باستمرار، لكنه يحتاج أيضا إلى أسس اقتصادية واجتماعية توفر الحياة الكريمة وأسباب الرفاه. كما تحتاج إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان المساواة بين المرأة والرجل، ودعم الخيار الديموقراطي وبناء مؤسساته، وفتح المسالك والممرات أمام المواطنات والمواطنين للمشاركة في الشأن العام، وفي بلورة القرارات والسياسات العمومية، وضمان الحق في المعرفة والإطلاع والتداول الحر والعقلاني للمعلومات.
يذكرأن المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، و الذي انطلقت فعاليته يوم الإثنين 23 يوليوز يسعى إلى أن يكون فضاء للتعايش والتسامح والحوار والسلم تنصهر فيه الاختلافات اللغوية والإثنية.