من علامات المسؤول الفاشل إيمانه بأن الكسل نعمة والخمول فضيلة .. الفهلوة عقيدته وسرقة جهد الآخرين طبيعة محمودة.
ومدير المركز السينمائي المغربي، صارم الحق الفاسي الفهري، انتهازي كبير، وواحد ممن يستلذون بفعل لاشيء، وقطف غلة الآخرين دون أن يرف له جفن أو تحمر له وجنتان.
وآخر ما جادت به قريحته الفقيرة أن الرجل خرج على القوم في حوار لأحد المواقع الالكترونية من أجل القول إنه دافع عن مشروع منح التسهيلات الضريبية للانتاجات السينمائية الأجنيية منذ قدومه إلى المركز السينمائي المغربي بالطريقة المخزية التي يعرفها الجميع. ونسب طويل الاسم لنفسه أفضال مشروع طرحه رجل اسمه نور الدين الصايل.
ومن أجل إنصاف كل ذي حق، فقد أطلق الصايل هذا المشروع إضافة إلى مشروع بناء المركبات السينمائية منذ سنوات. غير أن مصطفى الخلفي وزير الاتصال السابق، وابن حركة التوحيد والإصلاح سامحه الله، أقبر كل مشاريع الصايل في إطار حروبه الصغيرة مع غريمه ومع السينما والفن عموما.
وساهم إلى جانب الصايل في مشروع منح التسهيلات الضريبية للانتاجات السينمائية الأجنيية منذ 2008 المنتجة خديجة العلمي وكريم بوعبيد وآخرون ممن خبروا الإنتاجات الأمريكية والبريطانية الكبرى.
وبعد رحيل الخلفي تمكن الفاسي من إعادة إحياء مشروع منح التسهيلات الضريبية للانتاجات السينمائية الأجنيية، ليس لأنه حريص على السينما ومستقل السينمائيين بل لأن صارم الحق « بزناس مان » أولا وأخيرا فهو منتج ومالك استديوهات بائدة (MPS) ستحيي الإنتاجات الأجنبية تجارته الكاسدة.
غير أن صارم الحق الفاسي الفهري لم يوضح في عنترياته الصحافية كيف سيتم تنفيذ دعم الانتاج الأجنبي من الناحية التقنية، ومن سيتكفل بالعملية، وكيف سيتم صرف هذا الدعم من الناحية المسطرية وغيرها من الأمور التطبيقية التي لا يفقه فيها شيئا لأنه متسلق لأكتاف الآخرين لا غير.
وهذا الدعم ليس ابتكارا مغربيا بل تتعامل به العديد من الدول حول العالم، حيث تتكفل بإرجاع ما بين 20 و30 في المائة من الميزانية المرصودة للانتاج على أرضها، ويقضي المشروع الذي صادقت عليه الحكومة يوم الخميس بمنح 20 في المائة لكل انتاج أجنبي يصور داخل المغرب غير أن الطريق مازال طويلا لأن أصعب ما في العملية هو المراسيم التطبيقية التي ستحدد طرق صرف هذا الدعم.
ولأن الفاسي بائع كبير للأوهام فقد روج للمشروع على أنه واقع منذ أكثر من سنة (أنظر الفيديو)، واعترف في برنامج زميلنا بلال مرميد بأنه كان يبيع وهم الدعم في 2016 بمهرجان برلين السينمائي بين كل رحلتي شوبينغ. وهو ما أسماه مرميد حينها ب “الكذبة الكبرى” لأن الرواق المغربي أطلق الوعود الكاذبة وظلل المستثمرين بأشياء لا توجد على أرض الواقع . لماذا؟ لأن الفاسي لا تهمه صورة المغرب على المستوى الدولي، ولا استقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجال الإنتاج السينمائي، ولا توفير فرص العمل والخبرة للموارد البشرية المغربية العاملة في القطاع بل هو حاذق فقط في بيع ماء البحر للعطشى.
ومن حكم الدنيا أنها إِذَا أَقْبَلَت عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِه، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وبالتالي سأدعكم تتفكرون في مصير من لا خير يرجى منه ولا محاسن يذكر بها.