الكثير من الشبان بين الحجاج الفرنسيين جلهم أصولهم من المغرب

أدى آلاف الفرنسيين وبينهم عدد متزايد من الشبان، فريضة الحج هذا العام. وبعيدا عن النقاشات التي لا تنتهي في بلادهم بشأن مكانة المسلمين، يريد هؤلاء ان يختبروا الحدث الديني الفريد الذي يجمع مسلمين من كافة أصقاع الارض.

يؤدي اكثر من مليوني مسلم من 168 جنسية منذ الاربعاء فريضة الحج في البقاع المقدسة غرب السعودية.

وبدت على محيا اسماعيل عجب (50 عاما) الآتي من منطقة باريس، علامات السرور وهو يقف على الأرضية الرخامية البيضاء المصقولة في المسجد الحرام.

وقال “مجموعتنا تضم الكثير من الشبان، وكان عددهم كبيرا في الطائرة” التي اقلت المجموعة.

واضاف “لا يمكنني وصف ما اشعر به. امر عظيم ان ترى عينات من كافة الامم” هنا.

ويشيد الشاب عادل علي الذي كان جالسا في مقهى في مركز تجاري في مكة المكرمة بالشبان الذين يؤدون مثله فريضة الحج.

ويقول علي (33 عاما) وهو مدير مخازن من ليون بجنوب شرق فرنسا، “لسنا علينا انتظار ان نتقدم في السن لاداء فريضة الحج، يمكن اداؤها حال توفر الامكانيات”. ولم يؤد والداه اللذان تعود اصولهما إلى المغرب حتى الان هذه الفريضة “خصوصا لأسباب مالية”.

ويضيف وسط تأييد رفيقه محمد (27) الآتي بدروه من ليون، “تلقى أهلنا الدين عبر موروثهم الثقافي وبلادهم أما نحن فتلقيناه أكثر عبر الكتب”.

وطلبت السلطات الفرنسية المهتمة بظاهرة الحج في فرنسا، اجراء دراسة عن الامر بعنوان “الحج : دراسة للسوق الفرنسي وتحقيق حول مستوى رضى الحجاج” على ان تسلم في سبتمبر لمكتب الاديان في وزارة الداخلية. وتعذر الاتصال بالمكتب للتعليق.

وضمنت الباحثتان ليلى سورات وجيهان صفر اللتين تعدان الدراسة انطلاقا من 150 مقابلة، التطورات الحديثة لظاهرة الحج في فرنسا.

وتقول سورات “”لاحظنا تغيرات اجتماعية مهمة فهناك عدد اكبر من الشبان ومن الفرنسيين بين الحجاج. ومنذ نحو خمس سنوات تجاوز عدد الحجاج الفرنسيين عدد الاجانب الذين يحجون انطلاقا من فرنسا الذي بلغ العام الماضي 17 الف شخص”.

وتضيف لفرانس برس “بحسب التقاليد يتم اداء الحج بعد التقدم في العمر لكن هؤلاء الشبان يريدون القطع مع الاسلام الشعبي لابائهم الذي يقولون انهم استبدلوه باسلام علمي لا صلة له بثقافة والديهم”.

وتقول المؤرخة سيلفي شيفولو المتخصصة في الحج ابان الحقبة الاستعمارية انه بعد أن كانت “تراقب الحج بشكل متشدد في عهد الاستعمار، اهملت فرنسا مسالة الحجاج الى ان بات الحج شأنا فرنسيا”، في اشارة الى تزايد عدد المواطنين الفرنسيين الذين يؤدون فريضة الحج.

وراى بعض الشبان الفرنسيين في مكة ان الحج يمثل ايضا فرصة للابتعاد عن النقاشات السياسية حول الاسلام التي كثيرا ما تكون في صدارة اهتمام وسائل الاعلام الفرنسية.

وعبر عادل علي وصديقه محمد عن الاسف للمناخ السائد في فرنسا منذ اعتداءات 2015 الدامية. ويقول علي “الفرنسيون يعتريهم الخوف من المسلمين، حتى وان كان الكثير منهم يميز” بين المسلمين والمتطرفين.

ويضيف محمد الذي فضل عدم كشف لقبه الاسري “هناك نقاشات على غرار ما تعلق بمسالة لباس البحر البوركيني ما كان يجب ان تأخذ كل ذلك البعد”.

وعبر حجاج آخرون رفضوا اجراء مقابلات ايضا عن انزعاجهم. وقالوا انهم حذرون وخاب أملهم من التغطية الاعلامية لشؤون المسلمين في فرنسا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة