كشفت صحيفة ال اسبانيول، أمس الخميس، أن محمد حفيظ، الإسباني الجنسية من أصل مغربي، الذي اعتقل،أول أمس الأربعاء، بمنطقة بني شيكر نواحي الناظور، على اعتباره زعيما للخلية الإرهابية الموالية للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والمتكونة من 6 أشخاص، كان عضوا في الحزب الشعبي الإسباني، ومؤطرا تربويا بمعهد لإعادة تأهيل الأحداث المغاربة الجانحين في مليلية.
وكتبت الصحيفة أن محمد حفيظ كان قبل سنوات متجذر الانتماء للحزب الشعبي الإسباني ومشارك نشيط في أعمال فرع الحزب في مليلية. مشيرة إلى أنه لم يدفع رسوم الانخراط في الحزب لدورات عدة، مما أفقده حقوقه السياسية كعضو فيه قبل ثلاث سنوات، لكنه لا زال يحتفظ ببطاقة انخراطه في الحزب، وأضافت أنه خلال هذه الفترة تغير شكل ومظهر حفيظ بشكل كبير إذ أصبح يبدوا إنسانا مختلفا بعدما حرص على إسدال لحيته وارتداء اللباس الأفغاني، إذ كان في هذه المرحلة في يتزعم الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها يوم الأربعاء.
وقالت مصادر التحقيق الإسبانية، حسب مقال نشر بيومية “آخر ساعة” اليوم الجمعة، أن حفيظ انتقل قبل ثلاث سنوات من مليلية إلى المغرب بأوامر من زعماء تنظيم داعش الإرهابي، حيث ثم اعتقاله من قبل عناصر الأمن المغربية. وأنه في ظرف ثلاث سنوات تحول محمد حفيظ من المشاركة في أنشطة حزبه ومشاريعه المتعددة إلى الجهاد والتخطيط لهجمات إرهابية في المغرب بواسطة “إمكانيات عالية”.
وحفيظ البالغ من العمر 39 سنة كان متزوجا من مغربية وأب لطفل، وكان أحد عشاق فريق ريال مدريد، كما يحب كرة السلة، ويتمتع بشخصية مرحة، وحسب ذات المصادر يتحدر حفيظ من حي “فالدا رينا ريخينتي” بمليلية الذي يتحدر 99 في المائة من سكانه من أصل مغربي مسلم، والتي تقع بأحد أفقر مناطق المدينة.
وكشفت التحقيقات أن زعيم الخلية الجهادية سبق أن عمل كمساعد في مركز لإصلاح الأحداث الجانحين في مليلية وقدم دروسا للأطفال في وضعية اجتماعية صعبة، وتقول مصادر التحقيق “أن حفيظ استغل منصبه في مركز إعادة التأهيل لحقن الأحداث المتواجدين فيه بإديولوجية تنظيم داعش الإرهابي، واستقطابهم لخلاياه الجهادية”. وأوضح ذات المصدر أن مستجدا ما حدث معه اضطره إلى التخلي عن منصيه بعد أقل من سنة، مشيرة إلى أن وزير الرعاية الاجتماعية دانيال فينتورا اتصل بالشركة التي وظفت حفيظ في مركز التأهيل والإصلاح لاتخاذ الإجراءات اللازمة معها. موضحا أن توظيف الأشخاص الذي يتعاقدون مع المركز يتم عن طريق شركة خاصة.
واضافت ذات المصادر أن حفيظ اشتغل في مركز الإصلاح والتأهيل كمتطوع، وكانت له أهداف محددة في استقطاب نزلاء المركز الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و23 والذين يتحدر غالبيتهم من المغرب.
ويشار إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فكك الخلية الإرهابية الي يتزعمها محمد حفيظ في عملية مشتركة مع السلطات الإسبانية حيث تم إيقاف واعتقال 5 من عناصرها ببني شيكر نواحي الناظور، بينما اعتقلت المصالح الامنية الاسبانية بمليلية شريكا سادسا لعناصر هذه الخلية التي أكدت التحريات بشأن أعضائها، أنهم كانوا ينشطون في استقطاب وتجنيد شباب لفائدة “داعش” بالموازاة مع إشادتهم بالاعمال الوحشية التي ينفذها مقاتلوه سواء داخل او خارج الساحة السورية العراقية، وأنهم خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بكل من المغرب وإسبانيا، حيث انخرطوا في عقد اجتماعات سرية ليلا إضافة لقيامهم باستعدادات بدنية وتدريبات على كيفية تنفيذ عمليات الذبح باستعمال أسلحة بيضاء.