أكد المشاركون في الندوة الرئيسية للدورة العشرين لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، أن السينما الإفريقية باتت مرآة تعكس واقع القارة السمراء.
وأضاف المشاركون، في هذه الندوة المنظمة حول “قضية الهوية في السينما الإفريقية”، أن الفن السابع ساهم في تقريب الأفارقة من ثقافتهم، وعزز انتماءهم، من خلال شخصيات تنطق بلغاتهم، ترتدي لباسهم التقليدي وتعيش قصصهم بحق.
وقالوا إن الهوية ثيمة معقدة لا تهم إفريقيا لوحدها، ولطالما أثارت نقاشا محتدما عبر العالم، لاسيما وأنها كانت سببا في الكثير من المآسي التي شهدها، مضيفين أن السينما قادرة، من خلال هذه الهوية، على نسج الخيال الذي يفضي لا محالة إلى الحقيقة.
واعتبروا أن الإنسان الإفريقي ليس مستهلكا عبثيا للأعمال السينمائية الأجنبية، بل لديه شغف بالإنتاجات المحلية، مضيفين أنه كلما طغت سمة المحلية على الأعمال السينمائية كلما استطاعت تسلق درجات العالمية، كتذكرة مجانية لاكتشاف ثقافات جديدة. ولفتوا إلى أن السينمائيين الأفارقة سقطوا في البداية في فخ محاكاة الغرب، قبل أن يستوعبوا سريعا أن أسرع طريقة لجذب الجمهور وبلوغ العالمية هي تناول الثيمات التي تنهل من كل ما هو محلي.
كما أكدوا أن السينما الإفريقية تتوفر على المقومات اللازمة للتنافس والبروز بشكل أكبر على الصعيد العالمي، لكنها ما تزال تعاني من إشكالية التمويل التي تشكل حاجزا يعيق تطور هذه السوق، خاصة وأن الصناعة السينمائية باتت محركا رئيسيا للتجارب الناجحة والرائدة.
وقالوا إن إفريقيا ماضية في التطور على كافة الأصعدة وبإمكانها تطوير صناعة سينمائية قادرة على التعريف بزخمها ومزاياها، معتبرين أن المخرجين وكتاب السيناريو هم من يحمل أحلام وطموحات الشعوب الإفريقية.
وعن المدارس السينمائية الرائدة بالقارة، تطرقوا إلى السينما المصرية التي أضحت نموذجا يضاهي النماذج الرائدة عالميا، كونها طورت، بحسبهم، صناعة سينمائية بنموذج اقتصادي قوي منذ بدايات القرن العشرين، إلى جانب التجربة النيجيرية.
ويساهم المهرجان، بحسب هؤلاء المتدخلين، في إبراز الجهود التي بذلها ويبذلها سينمائيون أفارقة حملوا على عاتقهم مسؤولية تطوير الفن السابع بالقارة.
ويشارك في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، المنظم في الفترة ما بين 9 و 16 شتنبر الجاري، ويحتفي بالسينما الرواندية، 14 فيلما تمثل إلى جانب المغرب، كلا من غانا والسنغال وبوركينا فاسو والجزائر وتونس ومصر وجنوب إفريقيا وأوغندا والبنين والطوغو ورواندا والموزمبيق ومالي، تتنافس على مختلف جوائز المهرجان وفي مقدمتها الجائزة الكبرى “عثمان صامبين”.