أكد نائب رئيس مجلس المستشارين، حميد كوسكوس، على أهمية النظر إلى مجتمع الشتات باعتباره حلقة وصل بين الشعوب والثقافات، ومن تم الاستثمار في هذه الفئة من أجل تعزيز الديمقراطية وقيم التسامح ودعم تعايش الحضارات على نطاق أوسع.
وأوضح كوسكوس خلال مشاركته في أشغال مؤتمر إطلاق الشبكة البرلمانية حول السياسات المتعلقة بالمهاجرين، الذي تنظمه الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان البرتغالي، أن المهاجرين يضطلعون بأدوار طلائعية في تنمية المجتمعات الأوروبية، سواء من حيث المساهمة في تعزيز قوة العمل، أو من حيث المشاركة السياسية، مشددا في السياق ذاته على أنه ينبغي النظر إلى مجموعة من الاعتبارات ذات الارتباط بالخصوصيات الثقافية والسوسيو اقتصادية لهذه الشرائح المجتمعية.
وأضاف كوسكوس في مداخلة حول “مساهمة الشتات في المجتمعات الأوروبية” أن أولى هذه الاعتبارات ترتبط بتنامي العنصرية ورهاب الأجانب مع ما يرافق ذلك من خطابات شعبوية تحريضية من جهة، وتنامي النزوع نحو الكراهية والتطرف من جهة أخرى.
ويتجلى ثاني هذه الاعتبارات، حسب السيد كوسكوس، في طبيعة وخصوصية المشاركة الديمقراطية للشتات، لاسيما بالنظر إلى الصفة عبر-الوطنية لهذه الفئات المجتمعية؛ ومن تم يبرز مطلب التعامل مع فئة الشتات باعتبارها فئة مجتمعية خاصة بمطالب وتطلعات خاصة، وكذا مطلب تكييف الدساتير من أجل استيعاب مطالب وحقوق هذه الفئة واستيعاب التعددية الثقافية ذات الصلة.
وأكد على ضرورة مأسسة الحوار الدولي حول حقوق ومشاركة الشتات، داعيا إلى تفعيل مطلب إحداث منتدى برلماني دولي يهتم بقضايا الشتات.
ويهدف مؤتمر إطلاق الشبكة البرلمانية حول السياسات المتعلقة بالمهاجرين إلى تعزيز الاصلاحات السياسية والتشريعية، التي تهم دور المهاجرين في البلدان الأصلية وبلدان الاستقبال.
وستشكل هذه الشبكة الجديدة، حسب أصحاب المشروع، منصة للتواصل بين برلمانيي البلدان الأصلية وبلدان الاستقبال وجمعيات المهاجرين وتعزيز تبادل المعلومات والممارسات الفضلى، ودور هذه الجمعيات في مجال إدماج المهاجرين داخل مجتمعات الاستقبال، بالإضافة إلى تطوير التعاون السياسي بين هذه البلدان.