أكد مدير دار الحديث الحسنية، أحمد الخمليشي، أن المؤسسة تسعى من خلال برنامج نوعي إلى تكوين طالب قادر على البحث والتأصيل والمشاركة العلمية في معالجة القضايا المعاصرة.
وأوضح الخمليشي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الدخول الجامعي، أن البرنامج الذي تعتمده دار الحديث الحسنية منذ 2005 يحاول “تجاوز النموذج التقليدي القديم الذي كان قائما على الحكاية والتلقين والتبليغ والحفظ وهو ما أضر بالدراسات الاسلامية” إلى نموذج يجعل الطالب قادرا على البحث والتأصيل والمشاركة العلمية في معالجة القضايا الفكرية المعاصرة.
وأضاف الخمليشي أن مؤسسة دار الحديث الحسنية، التي أحدثت قصد التكوين في مجال الدراسات والعلوم الإسلامية العليا منذ سنة 1965، اعتمدت ابتداء من 2005، برنامجا خاصا للتكوين تم بموجبه إضافة العلوم الانسانية ولغتين أجنبيتين يتعين على المتخرج إتقانهما إلى جانب اللغة العربية معتبرا أن هذا البرنامج النوعي جعل المؤسسة تتميز عن باقي المؤسسات التعليمية التي تعنى بالدراسات الإسلامية العليا.
وأبرز أن الهدف من إدماج العلوم الانسانية كعلم الاجتماع والفلسفة والتاريخ والمنطق ، واللغات الأجنبية، و مقارنة الأديان وتاريخ الأديان في التكوينات الخاصة بهذه المؤسسة التعليمية هو تكوين طالب له نوافذ على كل الأفكار الانسانية بمختلف اشكالها وفتح آفاق أمامه للتفكير والاندماج في المعرفة الانسانية وفي البحث في هذه المعرفة.
وفي هذا السياق، اعتبر مدير دار الحديث الحسنية، أن التغيير الجوهري الذي طرأ على مضمون التكوين داخل هذه المؤسسة التي تعنى بتعميق التكوين في العلوم الدينية ، سيكون له أثر إيجابي في المستقبل في مجال الدراسات الاسلامية وفي مجال الفكر الإسلامي عموما.
وأشار إلى أن هذه المؤسسة وبالإضافة إلى نوعية التكوين الذي تقدمه للطالب والذي يجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الانسانية واللغات، تحاول تطوير التكوين في المواد الشرعية من خلال إحداث مسالك جديدة كل سنتين أو ثلاث سنوات طبقا للنظام الجامعي المعمول به، يتم التكوين فيها لمدة تتراوح بين سنتين أو أربع سنوات.
ويتعلق الأمر بمسلك تدبير الاختلاف، ومسلك تعليل الاحكام الفقهية ومسلك جديد سيتم إدراجه خلال هذا الموسم الدراسي( 2017/2018) ويتعلق بمسلك مراعاة المآل.
وأوضح مدير المؤسسة، الأهمية التي تكتسيها هذه المسالك الجديدة بالنسبة للتكوين في العلوم الاسلامية والتي ترمي إلى بث روح التساؤل لدى الطالب بالنسبة للمعرفة التي يتلقاها ومواصلة البناء عليها.
وعن محدودية الانتساب للمؤسسة أوضح الحمليشي، أن دار الحديث الحسنية مؤسسة محدودة الاستقطاب وضعت لها إمكانيات محدودة منذ تأسيسها، مما جعلها لا تمتلك إمكانيات لقبول عدد كبير من الطلبة مشيرا إلى أن عدد الطلبة بهذه المؤسسة يتراوح ما بين 200 و250 طالبا وطالبة يمثل الطلبة الأجانب نسبة 5 بالمائة منهم.
يذكر أن مؤسسة دار الحديث الحسنية، مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي، تعهد إليها مهمة تكوين العلماء والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية العليا المتخصصة والمعمقة ،وتنمية البحث العلمي في مجال العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي وعلم مقارنة الأديان والفقه المقارن بالإضافة إلى تنظيم دورات للتكوين المستمر في مجال اختصاصها.
وتناط بها أيضا مهام ، التكوين الأساسي المتخصص في مجال الدراسات والعلوم الإسلامية واللغات وأصول الأديان والدراسات الفقهية المقارنة، وتأهيل العلماء تأهيلا علميا معمقا، وتنمية البحث العلمي وتطويره في مجال العلوم الإسلامية والدراسات العقدية والفقهية المقارنة والاهتمام بصفة خاصة بالتراث الفقهي المالكي.
ومن مهام المؤسسة كذلك تنظيم دورات للتكوين المستمر لفائدة الأطر العاملة في المجال الديني ودورات لاستكمال خبرتها، وربط علاقات للتعاون والشراكة مع المؤسسات والهيئات العلمية العامة والخاصة ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيدين الوطني أو الدولي ، والإسهام في تنشيط الحياة الفكرية والثقافية عن طريق تنظيم ندوات وأيام دراسية ولقاءات علمية ، والقيام كلما طلب منها ذلك، بتقديم استشارات وإنجاز خبرات في مجال اختصاصها ، والعمل على نشر الدراسات والأبحاث والمصنفات العلمية وتحقيق النصوص التراثية التي تندرج ضمن اهتماما.
يذكر أن دار الحديث الحسنية التي تستقبل خلال هذا الموسم الدراسي الحالي 241 طالبا وطالبة من بينهم 37 طالبا أجنبيا ، تأسست سنة 1965 وأعيد تنظيمها سنة 2005 بموجب ظهير شريف ، تلبية للإرادة الملكية الراسخة بمواصلة “نهج التجديد في الحقل الديني”، وذلك “بإصلاح هياكله وتأهيل مؤسساته لتكون في مستوى الأداء الجيد لمسؤولياتها العلمية والتربوية، وبخاصة تكوين أجيال من العلماء القادرين على الاجتهاد وإعطاء الإسلام الحنيف صورته المشرقة”.
وجاء قرار إعادة تنظيم المؤسسة منسجما مع المنظور العام لمنظومة التربية والتكوين الذي أجمعت عليه كل مكونات الأمة. وبموجب هذا الظهير أصبحت “مؤسسة دار الحديث الحسنية” تحت سلطة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وفي سنة 2015 أصبحت مؤسسة دار الحديث الحسنية منضوية في جامعة القرويين بموجب ظهير شريف.