اختتم المؤتمر العام ال17 لحزب الاستقلال، مساء يوم السبت بالرباط، أشغاله بالمصادقة على البيان الختامي، على أن يجري انتخاب الأمين العام الجديد وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب صباح اليوم الأحد.
وشدد المشاركون، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر، التي جرت في أجواء عادية، على أن الديمقراطية الحقة رهينة بوجود أحزاب ومؤسسات دستورية حقيقية.
وأبرز البيان الختامي أنه لا يمكن الحديث عن تنمية بدون ديمقراطية، كما أنه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية حقيقية في غياب أحزاب ومؤسسات دستورية حقيقية.
وطالب البيان بضرورة تعميق مسار الاصلاح السياسي بالمملكة عبر إجراء مراجعة دستورية، لتدارك النقائص واستيعاب الحاجيات الجديدة.
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أكد المؤتمرون تجندهم الكامل والمطلق وراء جلالة الملك لمواجهة التحديات المحدقة بالوحدة الترابية للمملكة، معتبرين أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، يمثل أقصى ما يمكن تقديمه في هذا الملف.
ونوهوا بجهود التنمية المبذولة بالأقاليم الجنوبية، وكذا بالإشراف الشخصي لجلالة الملك على إنجاز هذه المشاريع، مشيدين بارتفاع منسوب البنية التحتية بهذه الأقاليم، وداعين في الوقت ذاته إلى ضرورة الإسراع بإنجاز باقي الأوراش.
واستنكر البيان الختامي اختلاس قيادة (البوليساريو) للمساعدات الدولية الموجهة لمخيمات تندوف لخدمة أغراض تجارية نفعية، داعيا المفوض السامي لشؤون اللاجئين إلى ضرورة إجراء إحصاء دقيق لهذه الساكنة.
وشدد البيان على أن الممثلين الحقيقيين للمواطنين الصحراويين هم المنتخبون بهذه الأقاليم.
كما عبر الاستقلاليون عن تضامنهم المطلق مع ساكنة الريف، مؤكدين أنه يتعين التعامل مع الأحداث بهذه المنطقة على أنها حركة مطلبية اجتماعية.
من جهة أخرى، أكدوا على ضرورة مكافحة كل أشكال التطرف، التي اعتبروها دخيلة على الإسلام، الذي يدعو إلى الاعتدال والتسامح .
وكان افتتاح المؤتمر السابع عشر لحزب الاستقلال شهد، مساء الجمعة في الرباط عراكا واسعا تواجه فيه أنصار حميد شباط مع أنصار حمدي ولد رشيد، وأدى إلى اصابات نقل بعض المصابين إلى المستشفى، في حرب ما بات يعرف بالصحون الطائرة.
وأفادت مصادر متطابقة أن افتتاح مؤتمر الحزب كان وسط “فوضى عارمة” مساء الجمعة في جلسة تخللها “تلاسن وتراشق بالكراسي والصحون”، ما أسفر عن إصابة مشاركين ونقلهم إلى المستشفى للعلاج.
وتحول ملعب مجمع مولاي عبد الله الرياضي بالرباط الذي يستضيف المؤتمر لثلاثة ايام الى “ساحة حرب” بين معسكري كل من الأمين العام المنتهية ولايته، حميد شباط المرشح لولاية أخرى وخصمه حمدي ولد رشيد، الذي يعارض تولي شباط ولاية جديدة.
وقدم القيادي في حزب الاستقلال عادل بنحمزة على صفحته في فيسبوك اعتذاره عن هذه الاحداث باسم الحزب مؤكدا انها “أمر مخجل ولا يشرف الاستقلاليات والاستقلاليين، وهو أمر مرفوض أيا كانت أسبابه ومبرراته”.
ويواجه شباط الذي يخضع لتحقيق تجريه وزارة الداخلية، موجة احتجاجات منذ أشهر من ضمن حزبه تقودها شخصيات مخضرمة فيه تطالب برحيله.