تبا لقوم الجرمان.. “لن يفلحوا” ما داموا ولّوا أنجلينا ميركل أمرهم، للمرة الرابعة، في الوقت الذي نتحايل فيه نحن كيف نعيد أمجاد أجدادنا ونصل إلى المرأة الرابعة..
لم يجد ما يفعل هؤلاء القوم ليزيدوا في متاعبنا ويزعزعوا عقائدنا وثوابتنا. نحن الذين جُبلنا على أن المرأة “عورة” و”ناقصة عقل ودين”، وتربينا على “قوامة الرجل” وشهادة المرأة غير الموثوق بها حتى ابتلانا الله بأولئك القوم الذين يحرصون بخبث على التشكيك في كل هذا ويسلمون قيادهم لامرأة.
لم نحسم بعد نقاشات الإرث والعصمة، حتى قيادة السيارة استفاقت السعودية، قبل يومين فقط، من رقادها على حين غفلة ونوت، والنية أبلغ من السياقة، أن تسمح للمرأة امتطاء صهوة السيارة وقيادتها بنفسها، ليخرج علينا أولئك القوم الشقر ببدعة تولية المرأة أمور السياسة والحكم، نكاية فينا نحن الذين نقسم بأغلظ الأيمان أن طريق النساء محفوف بالمخاطر والمهالك لأنهن “حبائل الشيطان” و”أكثر أهل النار”.
مهما حاول البعض ليّ عنق النصوص الدينية أو التشكيك في سندها، أو البحث عن سياقها وأسباب نزولها، فلا أحد منهم استطاع أن يتجاوز ركام الحقد والاحتقار الذي تشكّل طيلة قرون تجاه المرأة، في المجتمعات العربية الإسلامية، لأسباب يتداخل فيها ما هو اجتماعي بما هو عقدي وثقافي.
إنه الركام الذي يحول دون وضع نقاش المرأة في سياقه الطبيعي الخاضع لتحولات المجتمعات، وجعل شيخا سلفيا “تائبا” مثل أبي حفص يتساءل بمكر في تدوينة له “هل نصدق ما يراد لنا أن نفهم من حديث”لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”، أم نصدق الواقع الذي نراه مع ميركل وما حققته لوطنها خلال ثلاث ولايات واستحقت معه الرابعة؟ فهل الحديث لم يقله النبي عليه السلام علما أنه في البخاري؟”.
ويتابع تساؤلاته “أم أن فلاح ميركل في سياسة قومها أكذوبة ومؤامرة صهيونية ماسونية عالمية لتدمير الإسلام وتكذيب نبي الإسلام؟ ممكن ربما ألمانيا كلها أكذوبة من خيال أعداء الدين لتشكيكينا في مقدساتنا وصرفنا عن دراسة العلم الشرعي؟.
متى نصالح بين الفكرة والواقع؟ متى نعترف أن كثيرا من النصوص حتى وإن صحت فهي ليست لنا ولا لواقعنا ولا حلا لمشكلاتنا؟ متى نتأكد من أن كثيرا من النصوص لها سياقاتها الخاصة وظروفها وأسباب نزولها التي تجعلها قاصرة عليها، فلا تصلح لأن تكون حكما فوقيا على طول الزمان والمكان؟”.
ومع ذلك “فهي تدور” ولا يملك أعداء المرأة إلا أن ينتظروا كبوة الألمان ليصيحوا “قلنا لكم لكنكم لم تسمعوا” فنقدم لهم نموذج الفَلاَح في مجتمعاتنا التي تستكين إلى تراثها “المبجِّل” للمرأة مساويا إياها مع “العبد الآبق” والحيوانات الأليفة التي تستوجب من المرء قطع صَلاته إن مرت أمامه.
عزيز المجدوب .. جريدة الصباح