من بول داي وسام إدواردز وروبرت جان بارتونك (رويترز) – سلم زعيم إقليم كطالونيا المعزول، كارلس بودجمون، وأربعة من زملائه، أنفسهم للشرطة البلجيكية، اليوم الأحد، في أعقاب إصدار إسبانيا مذكرة اعتقال بحقهم لاتهامهم بالتمرد والعصيان.
وبودجمون وزملاؤه مطلوبون لدى مدريد بسبب أفعال متعلقة بمسعاهم للاستقلال بالإقليم عن إسبانيا. وأصبح بودجمون الواجهة العامة للحركة من أجل الاستقلال.
ومن بين الاتهامات الأخرى الموجهة لهم إساءة استغلال الأموال العامة والعصيان وانتهاك الثقة فيما يتعلق بحملة الاستقلال التي أدخلت إسبانيا في أزمة سياسية فيما يتعافى اقتصادها من كساد حاد وأزمة مصرفية.
وتولت مدريد السيطرة الإدارية على إقليم قطالونيا الذي كان يتمتع بحكم ذاتي ودعت لإجراء انتخابات جديدة فيه في 21 ديسمبر.
وأشار استطلاعان للرأي إلى أن الأحزاب المؤيدة لاستقلال كطالونيا ستفوز مجتمعة بالانتخابات على الرغم من أنها قد لا تحصل على الأغلبية المطلوبة لإحياء حملة الانفصال.
كما أظهر الاستطلاعان أن الأحزاب المؤيدة لبقاء كطالونيا جزءا من إسبانيا ستتقاسم المقاعد المتبقية لكنها ستجمع نحو 54 بالمئة من الأصوات.
وسافر بودجمون إلى بلجيكا بعد فترة قصيرة من تولي مدريد السيطرة على الإقليم. وسلم بودجمون وأربعة من مستشاريه السابقين أنفسهم للشرطة في بروكسل صباح اليوم الأحد.
وسيستمع قاض لحجة المتهمين في القضية بعد ظهر، اليوم الأحد، ولديه حتى صباح غد الاثنين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الإجراءات الرسمية لطلب التسليم قد استكملت.
ووفقا لاستطلاع أجرته (جي.إيه.دي3) شمل 1233 شخصا في الفترة ما بين 30 أكتوبر تشرين الأول والثالث من نوفمبر تشرين الثاني ونشرته صحيفة لافانجوارديا فستحصل ثلاثة أحزاب مؤيدة للاستقلال على ما بين 66 و 69 مقعدا في البرلمان المؤلف من 135 مقعدا.
وخلص استطلاع آخر أجري في ذات الفترة لصالح صحيفة لاريزون المحافظة لنتائج مشابهة إذ أظهر أن الأحزاب المؤيدة للاستقلال ستحصل على أغلب الأصوات لكنها لن تصل إلى أغلبية برلمانية مؤلفة من 65 مقعدا.
وستتقاسم الأحزاب المؤيدة لوحدة إسبانيا بشكل عام باقي المقاعد إذ أنها لن تخوض الانتخابات كجبهة موحدة.
لكن نسبة مشاركة الناخبين ستسجل نسبة قياسية تبلغ 83 بالمئة وفقا لاستطلاع (جي.إيه.دي3).
* رهن المحاكمة
وفقا لنظام مذكرة الاعتقال الأوروبية يمكن للمتهمين الخمسة الموجودين في بلجيكا الموافقة على الفور على أمر التسليم أو سيحدد القاضي كفالة لإطلاق سراحهم أو يحتجزهم. وعلى السلطات البلجيكية أن تبلغ نظيرتها الأوروبية إذا لم تنفذ مذكرة الاعتقال الأوروبية بعد 90 يوما.
ودعا بودجمون، أمس السبت، إلى تشكيل جبهة سياسية قطالونية موحدة للاستقلال عن إسبانيا ولمعارضة اعتقال أعضاء سابقين في حكومته. وقال حزب بودجمون اليوم الأحد إنه سيقود الحزب في الانتخابات.
وأمرت المحكمة العليا الإسبانية يوم الخميس باحتجاز تسعة من أعضاء مجلس وزرائه المقال رهن التحقيق والمحاكمة السياسية.
وأفرج عن أحد أعضاء مجلس وزراء قطالونيا المقال بعد أن دفع كفالة قدرها 50 ألف يورو يوم الجمعة فيما يمكن أن يبقى الثمانية الباقين رهن الاحتجاز لما يصل إلى أربع سنوات.
ويظهر استطلاع الرأي الأول أن 59 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن الإجراءات القانونية ضد بودجمون غير مبررة فيما يعتقد 69.3 بالمئة أن حبس سياسيين في الإقليم سيمنح حركة الاستقلال دفعة في صناديق الاقتراع.
ودعت جماعتان معنيتان بالحقوق المدنية في كطالونيا تعرض زعمائهما للحبس الشهر الماضي لاتهامهم بالعصيان إلى إضراب عام في الثامن من نوفمبر وإلى مظاهرات في 11 من ذات الشهر احتجاجا على الاعتقالات.
لكن حشدا في برشلونة اليوم الأحد لم يتألف إلا من بضعة مئات في فارق كبير عن مئات الآلاف الذين شاركوا في مسيرات مؤيدة للاستقلال الشهر الماضي.