“الغاضبون” المساندون للبوليساريو على ابواب مدريد وبرشلونة

بعد سنوات من الازمة والتقشف, وجه الناخبون الاسبان تحذيرا قاسيا الى اليمين الذي بدا انه يفقد عددا من معاقله الاقليمية, فيما يمكن ان يصل “الغاضبون” الى برشلونة ومدريد.

فبعد انتصار حزب سيريزا اليساري المتطرف في اليونان, تبدو الطلقات التحذيرية واضحة قبل ستة اشهر من الانتخابات النيابية: فبعد اربع سنوات على ولادة حركة “الغاضبون”, عبر الاسبان خلال انتخابات بلدية ومناطقية عن استيائهم من التقشف الذي فرضه اليمين والفساد الذي ينخر السياسيين.

ففي برشلونة تصدرت لائحة الناشطة المناهضة للترحيل ادا كولاو وسبقت لائحة رئيس البلدية المنتهية ولايته خافيير ترياس القومي المحافظ, حيث حصلت على 11 مقعدا مقابل 10 له, فيما احرز حزب سيودادانوس (يمين الوسط) خمسة مقاعد والحزب الاشتراكي الكاتالوني اربعة.

في مدريد اتت لائحة مانويلا كارمينا, “اهورا مدريد”, التي تشمل بوديموس, ثانية بعد لائحة الحزب الشعبي (20 مقعدا مقابل 21 بالتوالي) لكنها قد تحكم بدعم الحزب الاشتراكي (تسعة مقاعد), فيما اتى سيودادانوس رابعا (7 مقاعد).

واتسم اداء البورصة بالفتور حيال هذه النتائج, مضافا اليه الهواجس المتنامية من مشاكل السيولة التي تعانيها اليونان, فخسرت 2,32% (11,286) في الساعة 014,30 (12,30 ت غ).

وتتناقض هذه التحفظات مع ابتهاج انصار “الغاضبون”, مثل انطونيو ساما (53 عاما) وهو نقابي يساري كان يتظاهر امام مبنى بلدية مدريد الذي ما زال اليمين يشغله, واعتبر الاثنين ان مانويلا كارمينا ستقدم “نفحة من الهواء المنعش”.

واعتبرت المتظاهرة الاخرى ايزابل فرنانديز لوبيز (51 عاما) ان “هذا سيقنع عددا كبيرا من الناس الذين يخافون من التغيير بأنه من الممكن القيام بالامور بطريقة اخرى”.

وخلال الليل, احتفل انصار القاضية السابقة البالغة 71 عاما بالنتيجة لا سيما وان العاصمة الاسبانية, مهد حركة “الغاضبين” المعارضة للتقشف والفساد, خاضعة لليمين منذ 23 عاما.

وفي برشلونة, احتفل Bخرون بفوز ادا كولاو (41 عاما), ملهمة الغاضبين, والمدعومة ايضا من بوديموس. وقالت كولاو فيما ادمعت عيناها ان “الرغبة في التغيير قد انتصرت على حملة الخوف والخضوع”.

الا ان المشاورات التي تلي اعلان النتائج تعيد الى الواقع سريعا.

وينتظر مصادقة المجلس البلدي على فوز ادا كولاو التي قد تخسر في حال تشكيل ائتلاف معارض. وفي مدريد, يتوقع الحزب الشعبي تحالفا للائحة “مانويلا” مع الحزب الاشتراكي لتحقيق ذلك, لكنها تبقى في الطليعة.

واعتبر بيدرو سانشيز الامين العام للحزب الاشتراكي (25% من الاصوات على الصعيد الوطني) ان الاسبان كانوا يريدون ان يشعر اليسار بالتعب, مؤكدا ان حركته ستفعل كل ما في وسعها “لتشكيل حكومات تقدمية”.

وعلى مستوى البلاد, حصل الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي على 52% من الاصوات في مقابل 65% في ,2011 والاهانة التي يشعر بها اليمين واضحة.

وفي تصريح لاذاعة كادينا سير, قالت المرشحة الى منطقة مدريد كريستينا سيفونس من الجناح المعتدل للحزب الشعبي ان “الحزب سيخسر حكم المناطق المستقلة البالغة الاهمية ومدن الاقاليم”. واضافت ان الناخبين يريدون “ان نغير سلوكنا وان نقترب اكثر منهم”.

وقد خسر الحزب الشعبي الذي كان يحكم 13 منطقة من اصل ,17 2,5 مليون ناخب ولو انه ما زال في الطليعة (27% من الاصوات). ويمكن طرده من السلطة في ست مناطق هي استريمادور (غرب) حيث يتصدر الحزب الاشتراكي, وفي خمس مناطق اخرى عبر لعبة التحالفات, هي ارغون (شمال) وكانتابري (شمال) وكاستيلا لا مانشا (وسط) وباليار (غرب) واخيرا في معقله فالنسيا (غرب) الذي يشهد فسادا.

وفاز بوديموس الذي اسسته في كانون الثاني/يناير 2014 مجموعة من اساتذة العلوم السياسية, بالمرتبة الثالثة في عشر مناطق, كما تفيد النتائج النهائية تقريبا التي صدرت الاثنين. وقال رئيسه بابلو ايغليسياس الاثنين “يدنا ممدودة, لكن على الذين يرغبون في التفاهم معنا ان يوافقوا على ان طريقة ممارسة السياسة قد تغيرت”.

واعلن الحزب الجديد الاخر سيودادانوس (وسط يمين) فوزه “بالمرتبة الثالثة على مستوى البلديات” ووجه رسالة مماثلة.

وسيجتمع رئيس الحكومة ماريانو راخوي مع الهيئة التنفيذية للحزب الشعبي لتحليل النتائج التي لن تسهل مهمته في الانتخابات النيابية المرتقبة في نهاية السنة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة