عادل الزعري الجابري /ومع/ بالنسبة لأحمد الأعوج، إبن عامل بإحدى المناجم بجهة لييج، والذي وصل إلى بلجيكا سنة 1962، يسير المصعد الاجتماعي بشكل جيد. ففي الخمسين من عمره، اصبح هذا البلجيكي المتشبث في نفس الوقت بأصوله المغربية، والمدافع الشرس على مواطنة كاملة ببلجيكا، في شتنبر الماضي، رئيسا للفريق الاشتراكي بمجلس النواب بالبرلمان الفدرالي، منصب يتوج سبعة عشر عاما من النضال السياسي داخل هذا الحزب بعدما كان أحد مستشاريه في مجال الضرائب.
ويدين أحمد الأعوج، وهو خامس اشقائه الستة من أسرة تنحدر من جماعة كبدانة بنواحي بركان، ببلوغه هذا المنصب لانخراطه السياسي، وشعبيته، وخصوصا تشبعه بثقافة واسعة ومتنوعة من الوسط الذي نشأ فيه. فكما يحب أن يقول دائما لمخاطبيه ” التنوع مصدر إغناء “.
فبعد دراسته للحقوق والمالية بجامعة لييج، بدأ أحمد الأعوج مساره المهني سنة 1993 كموظف بوزارة المالية قبل أن يلتحق، في شتنبر 2000،بفريق مستشاري إيليو دي روبو، رئيس الحزب الاشتراكي آنذاك.
وفي 2004، شغل أحمد الأعوج منصب رئيس ديوان وزير الوظيفة العمومية والرياضات بالمجموعة الفرنسية كلود إيرديكيس وأصبح في 2006 مستشارا جماعيا، ثم حاكما في 2010 حيث يتولى منصب نائب رئيس لجنة المالية والاقتصاد.
وفي 2013، انتخب أحمد الأعوج نائبا لرئيس فدرالية بروكسل للاتحاد الاشتراكي، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية تعيينه في شتنبر الماضي كرئيس لفريق الحزب الاشتراكي بمجلس النواب
وبنبرة تحمل الكثير من الفخر، يقول أحمد الأعوج، إنه خلال مساره السياسي، عمل دائما على النهوض بالقيم والأفكار التي يؤمن بها والتي تتعلق بالمصلحة العامة، والتشبث ببلجيكا موحدة في تنوعها، وبطبيعة الحال، العمل من أجل التقدم والعدالة الاجتماعية “.
ولا يتردد أحمد الاعوج، الخطيب البارع بدون منازع بالبرلمان والتجمعات السياسية،والذي يلقى دائما تشجيعا من قبل رفاقه والمعجبين به، والمتميز باللباقة والصرامة في الحديث في آن واحد، في التشديد من لهجته عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق المهاجرين أو الرد على وزير أو رئيس حزب جرفته ” الموجة المعادية للأجانب “. كما أن مواقفه، وتواضعه وخصاله الإنسانية تجعله محط تقدير وإعجاب من قبل الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا.
وعلى الرغم من أنه يعترف بأنه لم يتعرض يوما للتمييز سواء داخل المدرسة، أو الجامعة أو في أماكن العمل وفي الأوساط السياسية، يؤكد أحمد الأعوج أنه لا يستسلم أبدا في دفاعه عن حقوق السكان من أصل أجنبي وإدانة الممارسات أو التصريحات العنصرية أو المعادية للأجانب.
ويقول في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ” أقوم بذلك باسم جميع المواطنين البلجيكيين سواء من أصول مغربية، أو تركية أو غيرها. إنها معركة مشروعة لجميع الديمقراطيين من أجل بلجيكا العيش المشترك والتنوع “.
ويفتخر أحمد الأعوج بتقديم المغرب كنموذج، والذي يعشق زيارته خلال العطلة، أو في الزيارات الرسمية.
ففي نظر أحمد الأعوج، فإن المغرب عرف كيف يستفيد من تنوعه الثقافي، داعيا المجتمع البلجيكي إلى أن يحذو حذو المملكة من أجل تماسك اجتماعي أفضل.
إنها معركة يخوضها أحمد الأعوج من أجل عدالة اجتماعية. فممارسة السياسة، بالنسبة إليه، هي “القدرة على الدفع بالمجتمع إلى الأمام في اتجاه القيم التي نؤمن بها، والمتمثلة في العدالة والحرية والتضامن”.
وبالنسبة لحزبه الذي استبعد من مناصب المسؤولية على المستوى الفدرالية وفي والوني، والذي تراجع مؤخرا بعد سلسلة من الفضائح المرتبطة بتدبير الولايات العمومية، يحمل أحمد الأعوج طموحا واحدا ” رص الصفوف واستعادة المواقع الضائعة.
إنها الشعارات التي طبعت المؤتمر الأخير للحزب، المنعقد مؤخرا بلييج، حيث تمت المصادقة على 170 التزاما من أجل ” مستقبل مثالي ” وكذا على بيان اشتراكي.