حماس تدعو لانتفاضة فلسطينية جديدة ردا على ترامب

حثت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الفلسطينيين، اليوم الخميس، على التخلي عن جهود السلام، وبدء انتفاضة جديدة ضد إسرائيل، ردا على اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعزز قواته في الضفة الغربية، اليوم الخميس، وينشر عدة كتائب جديدة ويضع قوات أخرى في حالة تأهب. ووصف هذه الإجراءات بأنها تأتي في إطار “استعداد جيش الدفاع الإسرائيلي للتطورات المحتملة”.

والاحتجاجات متفرقة حتى الآن ولا تتسم بالعنف بشكل عام.

لكن عشرات الفلسطينيين تجمعوا في موقعين على سياج الحدود بين غزة وإسرائيل وألقوا الحجارة على الجنود على الجانب الآخر. وفي مدن داخل القطاع احتشد آلاف الفلسطينيين ورددوا هتافات منها “الموت لأمريكا” والموت لترامب” وأحرقوا إطارات سيارات.

وخالف ترامب نهج السياسة الأمريكية المتبع من عشرات السنين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل مهددا جهود السلام في الشرق الأوسط، ومثيرا استياء حلفاء عرب وغربيين على حد سواء.

ووضع القدس، التي تضم مواقع مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود، من أكبر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في كلمة ألقاها في غزة “نطالب وندعو وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال الصهيوني”.

وحث هنية، الذي انتخب زعيما للحركة في ماي، الفلسطينيين والمسلمين والعرب على الخروج في مظاهرات احتجاجا على القرار الأمريكي واصفا إياها “بيوم الغضب”.

وحث ناصر القدوة عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح ومساعد عباس الفلسطينيين على بدء احتجاجات لكنه قال إنها يجب أن تكون سلمية.

وتعتبر إسرائيل القدس كاملة عاصمتها الأبدية. ويريد الفلسطينيون الشطر الشرقي من المدينة، الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967 وضمته في ما بعد في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، عاصمة لدولتهم في المستقبل.

وأعلن ترامب أن إدارته ستبدأ في إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في خطوة من المتوقع أن تستغرق سنوات وكان رؤساء أمريكا السابقين فضلوا عدم اتخاذها تفاديا لإثارة التوترات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشاد بإعلان ترامب باعتباره “يوما تاريخيا”، اليوم الخميس إن دولا “كثيرة” ستحذو حذو الولايات المتحدة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإن هناك اتصالات تجري بالفعل في هذا الشأن.

وقال في كلمة ألقاها بوزارة الخارجية الإسرائيلية “خلد الرئيس ترامب اسمه في سجلات عاصمتنا. سيشاد باسمه الآن إلى جانب أسماء أخرى ذات صلة بالتاريخ المجيد للقدس ولشعبنا”.

وانتقد حلفاء قريبون آخرون من واشنطن، مثل فرنسا وبريطانيا، تحرك ترامب. ودعا البابا فرنسيس لاحترام الوضع القائم للمدينة بينما عبرت الصين وروسيا عن قلقهما.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني “للاتحاد الأوروبي موقف واضح وموحد. نعتقد أن الحل الواقعي الوحيد للنزاع بين إسرائيل وفلسطين مبني على دولتين تكون القدس عاصمة لكلتيهما”.

وأثار قرار ترامب الشكوك بشأن قدرة إدارته على مواصلة مساعي السلام التي يقودها جاريد كوشنر صهر ترامب وأحد كبار مستشاريه لشهور بهدف إحياء المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة.

وقال دبلوماسيون إن من المرجح أن يجتمع مجلس الأمن غدا الجمعة لمناقشة القرار الأمريكي.

* “خطر استراتيجي”

تعتبر إسرائيل والولايات المتحدة حماس، التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل منذ 2007، منظمة إرهابية. ولا تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود. وقادت تفجيراتها الانتحارية الانتفاضة الأخيرة من 2000 إلى 2005.

وقال هنية “أعطينا تعليمات لكل أبناء حركة حماس في كل أماكن تواجدهم إلى إعلان نفير داخلي وإلى التهيؤ والتحضير لمتطلبات المرحلة القادمة لأنها مرحلة فاصلة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني”.

وقال “القدس موحدة نحن لا نعترف بأن هناك قدس غربية وأن هناك قدس شرقية. القدس موحدة هي أيضا ملك لنا نحن الشعب الفلسطيني”.

ودعا هنية حكومة الرئيس محمود عباس للانسحاب من عملية السلام مع إسرائيل ودعا العرب لمقاطعة إدارة ترامب.

وقال عباس، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تخلت عن دورها كوسيط في مساعي السلام. ودعت فصائل علمانية وإسلامية فلسطينية إلى إضراب عام ومظاهرات اليوم الخميس.

ووسط قلق من أن يؤدي تبادل الاتهامات إلى تعطيل جهود المصالحة، وصل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ومندوبون آخرون عن حركة فتح إلى غزة اليوم الخميس للقاء مسؤولي حماس.

ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس ويعتقد أن وضع المدينة ينبغي حله في المفاوضات. وليس لأي دولة أخرى سفارة في القدس.

ويفي ترامب بقراره بأحد وعود حملته الانتخابية وسيرضي الجمهوريين المحافظين والمسيحيين الإنجليين الذين يشكلون نسبة كبيرة من قاعدة مؤيديه في الداخل.

وقال ترامب إن تحركه لا يهدف إلى ترجيح كفة إسرائيل وإن الاتفاق على الوضع النهائي للقدس سيظل جزءا محوريا في أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين لكن التحرك نظر إليه بالإجماع تقريبا في العواصم العربية باعتباره انحيازا لإسرائيل.

وأظهرت وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية اطلعت عليها رويترز أمس الأربعاء أن واشنطن تطالب إسرائيل بتخفيف ردها على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك لأن واشنطن تتوقع رد فعل غاضبا، وتدرس التهديدات المحتملة للمنشآت والأفراد الأمريكيين.

واندلعت احتجاجات في مناطق من العاصمة الأردنية عمان يسكنها لاجئون فلسطينيون وتجمع عدة مئات خارج القنصلية الأمريكية في اسطنبول أمس بعد إعلان ترامب.

ومن المتوقع خروج مظاهرات في باكستان اليوم الخميس حيث قالت الحكومة عن تحرك ترامب “إنه انتكاسة خطيرة لحكم القانون والأعراف الدولية. إنه يمثل ضربة قاصمة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقالت حركة طالبان في أفغانستان إن الولايات المتحدة “تكشف عن مطامحها الاستعمارية في الأراضي المسلمة”.

وأطفأ فلسطينيون أضواء عيد الميلاد في مسقط رأس المسيح في بيت لحم وفي رام الله قرب قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ليل الأربعاء احتجاجا على القرار.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة