على غير عادتها…أولاد زيان مقفرة وكساد في السفر بسبب الشركات الخاصة

لو زار عبد العزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز، المحطة الطرقية أمس الاثنين، لتفاخر أمام الكاميرات بأنه قضى على ظاهرة الاكتظاظ في أكبر محطة طرقية بالعاصمة الاقتصادية، ومحا من خريطتها المضاربين بالتذاكر، وذلك عبر إيفاد لجن المراقبة، وتسهيل إجراءات منح الرخص الاستثنائية لتوفير حاجيات المحطات من الحافلات.
إلا أن “المظاهر خداعة” كما يقول سائق حافلة، ثم يضيف “صحيح، لا وجود لاكتظاظ اليوم، ولكن في العطلة الأسبوعية توافد عدد كبير نسبيا من المسافرين، غير أن أغلبيتهم من الشباب وعمال البناء، وغابت العائلات عن المحطة هذه السنة، ما يفسر عدم وجود اكتظاظ”.
قد تكون الوزارة التزمت بكل الوعود التي قطعتها، غير أنها لم تقطع الطريق على المضاربين بشكل نهائي، إذ ما أن ينزل المسافر من سيارة الأجرة أمام باحة المحطة، حتى يسارع إليه السماسرة وفي أياديهم دفاتر التذاكر، كل واحد منهم يحاول الظفر به، وخاصة أن المحطة شبه فارغة من مسافريها، وكلما لاح أحدهم من بعيد، سارع إليه “الكورتيا”، فيما مستخدمو الشبابيك يراقبون الوضع بغير اهتمام، “لا يوجد اكتظاظ هذه السنة على وجه الخصوص لعدة أسباب”، يقول سائق آخر وهو في نفس الوقت نقابي ونائب رئيس الاتحاد العالمي للنقل، ثم يضيف “من يمكنه السفر في هذه الظرفية؟ المواطنون تحملوا ضربات قاسية متوالية، رمضان ثم العطلة الصيفية فالدخول المدرسي، والآن أضحية العيد. مع هذه الضربات لا يمكن لأحد السفر”.
عدا الأسباب المادية التي دفعت الأسر إلى العزوف عن السفر بمناسبة العيد هذه المرة، هناك أسباب أخرى، جعلت مسافري أكبر محطة بالدار البيضاء، يهجرونها تباعا، وهو ما أكده السائق النقابي عبد العالي خفي “كان الناس يلجؤون إلى هذه المحطة للاستفادة من أسعارها المنخفضة، لكن في الأعياد يساهم المضاربون والسماسرة أو البعبع الذي خلقه أرباب الحافلات، في رفع الأسعار، وسن زيادات خيالية، هذا طبعا دون توفير خدمة مريحة للزبناء”.
الخدمة التي انتظرها المسافرون من الشركة المسيرة لمحطة أولاد زيان، عرضتها عليهم شركات تتوفر على محطاتها الخاصة بأسعار أقل بكثير من تلك التي يفرضها السماسرة والمضاربون، “كلشي عاق” يقول نفس السائق، مضيفا “الكل يلجأ اليوم وقبل أيام من السفر إلى الشركات المنظمة خارج المحطة، ويقتنون مبكرا تذاكرهم، وهم يعلمون أنهم سيحظون بالجودة، على الأقل مقارنة بحافلات محطة أولاد زيان”.
ليست الهجرة الجماعية وحدها ما ينتظر مستقبل محطة أولاد زيان، بسبب فوضى الحافلات، ورداءة خدماتها، بل أيضا يتهددها ارتفاع حوادث السير التي تتسبب فيها حافلاتها، “النظام لا يعني باحتي المحطة الخارجية والداخلية، بل أيضا يعني استفادة السائق من استراحة، إذ مازال السائقون يعملون هنا ليل نهار، ويضطرون لخرق القانون حتى لا يخسرون عملهم، لذلك لابد أن تتدخل الوزارة لتفعيل قانون التوقف الإجباري وإلزام أرباب الحافلات بتغيير السائق عند المسافات الطويلة”، يقول خفي.
مطلب إعارة التفاتة اهتمام لمحطة أولاد زيان، لا يعني فقط وزارة النقل والتجهيز، بل يشمل أيضا، حسب مهنيي نقل بنفس المحطة، العمدة الجديد، لأن الشركة التي حظيت سابقا بصفقة تسيير هذه المحطة أثبت فشلها في أداء هذه المهمة، و”آن الأوان لمنحنا السيد العمدة بضع دقائق لنشرح المصير المجهول الذي تساق إليه أكبر محطة في الجهة.
ويستعرض المهنيون تجربة يصفونها ب”الحية”، “محطة القنيطرة أصبحت أفضل من محطتنا، وقد نجحت في محاربة الاكتظاظ الذي تسببه المضاربة، وذلك باعتمادها نظاما معلوماتيا للتذاكر” يقول الأمين العام للجن العمالية، مضيفا أن “كل من يضبط في محيطها يبيع التذاكر الورقية، يتابع بالنصب والاحتيال”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة