وضع الرئيس الاميركي دونالد ترامب كل ثقله خلف روي مور المرشح الجمهوري عن ولاية الاباما لمقعد مجلس الشيوخ رغم اتهامات به بالتحرش بمراهقات، مشددا على ضرورة الفوز بهذا المقعد في انتخابات فرعية الثلاثاء.
وقال ترامب وسط تصفيق في تجمع يشبه الحملات الانتخابية في بينساكولا بولاية فلوريدا على مسافة قريبة جدا من حدود ولاية الاباما “اذهبوا وانتخبوا روي مور. انتخبوه، انتخبوه”.
واضاف ترامب “هذه البلاد، مستقبل هذه البلاد، لا يتحمل خسارة مقعد في مجلس شيوخ اميركي (الفارق في عدد القماعد فيه) ضئيل جدا”، معاودا تأكيد دعمه لمور في الانتخابات المرتقبة.
وقال ان مجلس الشيوخ يحتاج لمور لحماية قضايا مهمة للجمهوريين مثل حق حيازة اسلحة فردية وتشديد الهجرة وزيادة التمويل للجيش.
وكان ترامب اعلن في وقت سابق هذا الاسبوع دعمه رسميا للمسيحي المحافظ في الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر — في تغي ر لموقفه الاولي عندما وصف الاتهامات ضد مور بأنها “مقلقة جدا”.
ومور، قاضي الولاية السابق البالغ من العمر 70 عاما، متهم بالتحرش الجنسي عندما كان في الثلاثين من العمر بعدد من النساء اللواتي كن آنذاك مراهقات، وإحداهن كانت بعمر 14 عاما.
وقال ترامب ان انتصارا للمنافس الديموقراطي داغ جونز سيكون “كارثة”.
وأعلن ترامب “لا نستطيع تحمل وجود ليبرالي ديموقراطي يخضع كليا لسيطرة نانسي بيلوسي وتشاك شومر”، مكررا تصريحات سابقة بأن داغ جونز سيكون “دمية” بيد كبار المشرعين الديموقراطيين.
وانتخابات الاباما التي تجري لملء المقعد الشاغر خلفا لجيف سيشنز — الذي عينه ترامب مدعيا عاما — لها تداعيات وطنية لان الجمهوريين يحتفظون بغالبية ضئيلة من 52-48 مقعدا في مجلس الشيوخ. وفوز لجونز يجعل توزيع المقاعد 51-49.
ورفض مؤيدو مور المحليون الاتهامات ضده التي وردت اولا في صحيفة واشنطن بوست، ووصفوها بأنها جزء من حملة ذات دوافع سياسية لتقويض مسعاه الانتخابي.
لكن على المستوى الوطني، فإن الجمهوريين يخشون ان يعطي السباق الانطباع بأن الحزب يتسامح مع السلوك المسيء تجاه النساء، وسط اتهامات متزايدة في البلاد بالتحرش والاغتصاب في عالم السياسة والترفية والاعلام.
في آخر تداعيات الاتهامات بالتحرش الجنسي التي تهز الولايات المتحدة استقال النائب الجمهوري ترنت فرانكس من منصبه النيابي فجأة الجمعة بينما تجري لجنة الاخلاقيات في المجلس تحقيقا في اتهامات بسلوك جنسي غير لائق ضده صدرت عن زميلات له.
واعترف ترنت فرانكس النائب عن ولاية اريزونا منذ 2003، في بيان بانه ازعج اثنتين من مساعداته عبر مناقشتهما في قضية حمل لآخرين، لكن موقع “بوليتيكو” الالكتروني الاخباري ذكر ان زميلاته يعتقدن انه كان يسعى لاقامة علاقات جنسية معهن.
وقال “بوليتيكو” ان ترنت فرانكس سأل زميلتيه ما اذا كانتا ترغبان في عملية تأجير للرحم بعدما تحدث اليهما عن مشاكل في الخصوبة تعاني منها زوجته.
وتحدثت صحيفتا “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” عن عرضه خمسة ملايين دولار لاحدى زميلاته لتحقيق ذلك.
وتساءلت السيدتان حينذاك عما اذا كان ترنت فرانكس يعرض عليهما اقامة علاقات جنسية معهما لانه لم يوضح ما اذا كان يتحدث عن تلقيح صناعي او ممارسة الجنس معهما.
والخميس استقال السناتور الاميركي آل فرانكن ليصبح ثاني ديموقراطي بارز يستقيل في غضون اسبوع على خلفية سلوك جنسي غير لائق. وبالنسبة لفرانكن فهو متهم بتقبيل وملامسة العديد من النساء دون موافقتهن.
وفي كلمة نارية أعلن فيها استقالته، قال هذا الكوميدي السابق بلهجة ساخرة لا تخلو من المرارة ان مور يترشح للانتخابات بدعم الرئيس — رغم اتهامه بإساءات اكثر خطورة بكثير.