بمعرض بيروت الدولي للكتاب المنظم ما بين 30 نونبر و13 دجنبر 2017 كان عرض أولى نسخ كتاب (مسارات الرواية العربية المعاصرة) للناقد والكاتب المغربي الكبير الداديسي ، والكتاب صادر عن مؤسسة الرحاب الحديثة بيروت، وكعادته يصير الكاتب على تزيين واجهة كتبه بلوحات من إبداع فناني مدينة آسفي ، هكذا وبعد التعامل مع الهاشمي بلقايد في واجهة كتاب (أزمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة) اختار في هذا الكتاب لوحة تشكيلية من إبداع الفنان المراكشي المقيم بآسفي عبد اللطيف زريطي السليمي…
والكتاب سباحة في مختلف التيارات التي تقاذفت الإبداع الروائي العربي بعد حرب الخليج الثانية ، وبحث في تفاعل المخيال الروائي العربي مع أحداث نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة وما شهده العالم العربي من هزات بدءا بغزو الكويت، ومرورا نشوب حرب الخليج الثانية، سقوط بغداد، واندلاع “ثورات” وانتهاء بما سمي ب”الربيع العربي” … وغيرها من الأحداث الكبرى التي وسمت الرواية العربية المعاصرة لتساير واقعا معقدا يعيش أزمة قيم هيمنت فيها الفردانية، ،النفعية و تشجيع الاستهلاك… فكان طبيعيا أن تنكمش القضايا القومية بعد أن أضحى لكل دولة قضاياها، بل لكل روائي قضاياه… فلم يجد الروائي المعاصر غير الغوص في الذاتية مدعيا أن معرفة الذات و تحطيم الحدود بين الأجناس والمدارس كفيل بإثارة الأسئلة الكبرى وتوسيع مدارك المعرفة لذلك وجد القارئ نفسه أمام روايات دسمة حبلى بالأفكار، والإحالات التاريخية، الفكرية، الفلسفية ،الفنية … كتابها منفتحون على السينما، التشكيل ، الفلسفة ، الأديان، السياسة مترفعين عن الرؤى الحزبية والسياسية الضيقة… فقدموا للقارئ روايات أقرب ما تكون إلى كتب فكرية اعتمد فيها كاتبوها على مراجع ومرجعيات متعددة، وكلفتهم عناء بحث طويل، وليس أمام روايات تخييلية يختلي فيها الكاتب مع نفسه ليخرج للقارئ برواية إبداعية مصدرها الوحيد الإلهام والذاكرة… وقد ساهم في ذلك كل الأقطار العربية بعد ظهور مراكز ثقافية جديدة كانت مساهمتها إلى عهد قريب في الإبداع الروائي ضعيفة، مقدمة أقلاما شابة من مشارق العالم العربي ومغاربه، ولم تبق ريادة الإبداع الروائي حكرا على المراكز الثقافية التقليدية (مصر والشام ) وإنما انخرطت فيها وبقوة كل الأقطار والأمصار العربية (الخليج، المغرب العربي، العراق واليمن …) كما لم تبق الكتابة الروائية حكرا على الرجال إذ اقتحمت غمارها أقلام نسائية استحقت التنويه والتقدير… وأمام تعدد المسارات حاول الناقد الاقتصار على أهم تلك المسارات فجاء محتوى الكتاب متضمنا لأربعة عشر فصلا وقد تنفتح بعض الفصول على تجارب متعددة لذلك كانت فهرسة الكتاب الشكل التالي:
مقدمة الكتاب
1 – الرواية العربية وحرب الخليج الثانية
2 – الخيال العلمي في الرواية العربية
3 – من الرمزية إلى العبثية في تجربة عبد الرحيم بهير
4 – الغرائبية في الرواية العربية المعاصرة
• غرائبية الواقع في رواية (فرانكشتاين في بغداد)
• غرائبية المتخيل في رواية رواية ( ضريح أبي)
5 –الجنس في الرواية المعاصرة:
• المقدس والمدنس في رواية (العفاريت )
• اصطدام الجنس و الدين في رواية ( حرمة)
• جنسنة ثورات الربيع العربي ( انتصاب أسود) نموذجا
• الانتقام بالشذوذ الجنسي في (ترمي بشرر)
6- شعرية الرواية وأزمة المدينة ( في القوس والفراشة )
7- المرأة في مشروع يوسف زيدان الروائي.
8 – حيونة الأبطال في (هوت ماروك)
9 – الخليج و الخوف من مجتمع هجين في رواية (ساق البامبو)
10 – الرواية المعاصرة وأدب الرحلة في (تغريبة العبدي…)
11- الرواية المعاصرة بين التاريخ والمتخيل في ( دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب)
12 الرواية والاعتقال السياسي في رواية ( الساحة الشرفية )
13 –استبداد وخراب الحياة في( لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة)
14 – ا لرواية العربية بلغة أجنبية تظل عربية ما دام كاتبها يفكر عربيا: تجليات المحلي في (الحضارة أمي)