لم يستغرب الكثيرون التصريحات الأخيرة التي خرج بها أحمد الزفزافي، والد المعتقل على خلفية أحداث الريف، ناصر الزفزافي، عندما هدد ب”فضح ممارسات مجلس اليزمي على live” مضيفا أنه “سيخصص حلقة مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكشف حقيقة مجلس اليزمي، نافيا أن يكون الأخير قد خصص حافلات من أجل نقل أسر وأقارب المعتقلين في رحلاتهم إلى الدار البيضاء”. إذ من المعروف على الزفزافي الأب فقدانه لأعصابه بسهولة وتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا.
وكشف مصدر مطلع ل”إحاطة.ما” أن نفي أحمد الزفزافي، لتخصيص المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حافلات من أجل نقل أسر وأقارب المعتقلين في رحلاتهم إلى الدار البيضاء، أمر طبيعي، ما دام أنه لم يركب قط الحافلة التي خصصتها اللجنة الجهوية للمجلس لعائلات المعتقلين المعوزة.
وكشف المصدر ذاته أن والد الزفزافي كان يسافر في الطائرة، على حساب المحامي محمد زيان، حين كانت علاقته به جيدة، قبل أن تنقطع شعرة معاوية بين الرجلين.
وأوضح المصدر أن أحمد الزفزافي، يسافر الآن بطريقته الخاصة، أما الحافلة التي وضعها المجلس رهن إشارة العائلات المعوزة، فمازالت تقلهم من وإلى الحسيمة لزيارة أبنائهم المعتقلين بالسجن المحلي لعين السبع (عكاشة)، بعد أن توقفت في فترة ما نتيجة الفوضى، التي تجووزت بعد لقاء مع ممثلي العائلات.
وفي السياق ذاته، أكد فريد الحمديوي، ممثل عائلات معتقلي حراك الريف، في اتصال مع إحاطة.ما توفير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حافلة لنقل العائلات من وإلى الحسيمة كانت آخرها رحلة قبل حوالي 10 أيام.
وأضاف الحمدوي أن الرحلات كانت في وقت سابق كل أسبوع تحولت إلى رحلة كل أسبوعين بعد أن أصبحت الحافلة يستغلها “أشخاص غرباء” أو بعيدون عن المعتقلين.
وكان الحمدوي وجه رسالة إلى ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نهاية شهر دجنبر الماضي، نيابة عن المعتقلين وأفراد عائلاتهم، “من أجل تقدير الشكر الجزيل لكم ولكل أفراد مجلسكم المحترم، وكذا أعضاء لجنتي الدار البيضاء والحسيمة والناظور، على الخطوة الانسانية والنبيلة والمتمثلة في العدول عن قرار توقيف الحافلة الخاصة التي كانت تقل أفراد عائلات المعتقلين لزيارة أبنائهم القابعين بسجن عكاشة، واستئناف رحلاتها. ورغم أن الأمر قد يبدو للبعض بسيطا وعاديا، إلا أن الخطوة التي أقدمتم عليها لها وقع إيجابي جدا على أفراد العائلات والمعتقلين أنفسهم، ويسهل عملية الزيارة التي تخفف عنهم بعض معاناتهم، خصوصا بالنسبة للفئات المعوزة والتي تعاني ماديا”.
وأشار مصدر مطلع ل”إحاطة.ما” إلى أن الحافلة استأنفت رحلاتها منذ انطلاق المحاكمة، على أن تستفيد منها الأسر بالتناوب.
وأوضح المصدر أن نقل الأسر كان في الأول يتم بمرونة، لكنه تحول إلى فوضى، ما فرض تطبيق القانون، أي أن يجري نقل أفراد العائلات المسموح لهم بالزيارة، موضحا أن القانون واضح في هذا الصدد وينطبق على جميع المعتقيلن.
ولم يستغرب المصدر خرجة أحمد الزفزافي، كون الرجل مزاجي، ومعروف بمواقفه الانفعالية، حتى لدى عائلات المعتقلين، مشيرا إلى أن موقفه من المجلس مخالف لموقف ابنه ناصر، الذي كان وما زال له موقف إيجابي من المجلس الوطني، خاصة في ما يتعلق بوضعيته في السجن.
جدير بالذكر أن أحمد الزفزافي أدلى بتصريحات صحفية أشار فيها إلى أن عائلات معتقلي الريف تعاني الأمرين حين تنقلها من مدينة الحسيمة إلى الدار البيضاء، من أجل زيارة أبنائها المعتقلين بسجن عكاشة على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة الريف، عقب مصرع تاجر سمك في شاحنة للنظافة بالحسيمة أواخر سنة 2016.
وهاجم والد ناصر الزفزافي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نافيا أن يكون الأخير خصص حافلات من أجل نقل أسر وأقارب المعتقلين في رحلاتهم إلى الدار البيضاء.