يواصل الوفد الإعلامي العربي زيارته، الأولى، لإسرائيل، منذ الخامس من فبراير الجاري، تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ويضم الوفد 9 أعضاء، ضمنهم 5 مغاربة، إضافة إلى لبناني، وكردي، ويمني وسوري.
وكانت المحطة الأولى المركز لتخليد الكارثة والبطولة ياد فاشيم في القدس، لاستحضار أحداث الهولوكوست (المحرقة اليهودية، أي إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية).
وأفاد حساب “إسرائيل تتكلم بالعربية” على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الوفد الإعلامي العربي التقى مدير المركز الطبي بنهاريا، بحضور الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، واستمع منه إلى إيجاز عن علاج 70% من الجرحى السوريين، الذين يصلون عبر الحدود ويتلقون كل ما يحتاجونه وأكثر. وقال إن 40% من المرضى نساء وأطفال. كما التقى الوفد عددا من الجرحى السوريين وتبادل أطراف الحديث معهم.
كما تضمنت جولة الوفد الإعلامي العربي زيارة منزل الدبلوماسي الدرزي بهيج منصور في قرية عسفيا، حيث قدم شرحا لضيوف إسرائيل، حسب المصدر ذاته، عن “التعايش بين مختلف المكونات في البلاد”.
وأضاف المصدر أن إسرائيل فاجأت ضيوفها الإعلاميين العرب بـ”وجهها الحقيقي”. مشيرا إلى أن “أعضاء الوفد استمتعوا بالتجوال في أزقة البلدة القديمة، وأسواقها، والحديث مع التجار فيها، وانبهروا من أجواء حرية الأديان، التي تكفلها إسرائيل للديانات السماوية الثلاث. وكان مسك الختام زيارة الحرم القدسي الشريف والصلاة في الأقصى”.
وكانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية قالت إن هناك حملة للحكومة الإسرائيلية، بواسطة بلاغات لوزارة خارجيتها، تنشرها على نطاق واسع، مفادها أن خمسة “صحافيين” مغاربة استجابوا لدعوة تلقوها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقاموا بزيارة لهذا الكيان، ضمن وفد صحافي عربي، في إطار الدعاية التي تقوم بها إسرائيل لسياستها.
واعتبرت النقابة أن هذه الحملة، تستهدف الجسم الصحافي المغربي، بغض النظر عن حقيقة انتماء جُلّ الذين استجابوا لهذه الدعوة، لمهنة الصحافة، واستهجنت هذه الزيارة وعادت للتأكيد على موقفها الثابت في مناهضة جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يحتل أرض شعب آخر، بالحديد والنار والمجازر والقتل والتشريد والاعتقال والتعذيب. وهو ما أدانته الأمم المتحدة، في العديد من قرارتها وتوصياتها، التي ترفض إسرائيل احترامها.
وأعلنت النقابة أن هذه المبادرة التي قام بها “الصحافيون” الخمسة لا تلزم إلا أصحابها، والجهة التي توسطت فيها، خصوصا وأن الأمر لا يتعلق بإنجاز مهمة صحافية ممولة من المؤسسات التي ينتمي إليها هؤلاء، (رغم ما يحيط بمثل هذا العمل، عادة، من التباس)، بل إنها دعوة مباشرة من سلطات الكيان الصهيوني وبتمويل منه وتتم لمباركة وتزكية السياسة العدوانية والإجرامية التي يقوم بها المحتل الإسرائيلي، وبذلك فالزيارة تدخل في خانة الدعاية السياسية لإسرائيل، ولا علاقة لها بممارسة مهنة الصحافة.
ونددت النقابة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، كموقف مبدئي للأغلبية الساحقة للصحافيين المغاربة، والمنظمات الحقوقية والنقابية، المغربية، وتعتبر أن ما حصل هو محاولة لاختراق موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية، وكذا المواقف الرسمية المغربية، الثابتة، من هذه القضية، ومن وضعية القدس.