تشارك ثلاث أفلام مغربية في المسابقة الرسمية لمهرجان كيغالي بروندا للسينما، الذي ينطلق من 25 إلى غاية 31 من شهر مارس الجاري.
ويدخل فيلم “في بلاد العجائب” الذي حقق نجاحا جماهيريا، ونال جوائز وطنية، غمار التسابق على الفوز بإحدى جوائز مهرجان “مشاريكي إفريقيا”، المخصص للسينما الإفريقية، والذي يتخذ هذه الدورة شعارا له “قيم صورة وهوية” إلى جانب فيلم حياة للمخرج رؤوف الصباحي وفيلم “طرق الصحراء” للمخرج داود ولاد السيد.
وسبق أن هيمن فيلم “في بلاد العجائب” للمخرجة جيهان البحار على جوائز الدورة الثالثة لمهرجان السعيدية السينمائي “سينما بلا حدود”، حيث فاز بجازة الإخراج (جيهان البحار)، وجائزة أحسن ممثل (عزيز داداس)، وجائزة أحسن ممثلة (فدوى الطالب).وسبق أن حاز “في بلاد العجائب” على جائزة أحسن سيناريو لكل من جيهان البحار وجمال الخنوسي ورشيد حمان، في مهرجان الهرهورة للسينما، وجائزة أحسن دور نسائي التي انتزعتها عن جدارة هدى صدقي، وتنويه خاص للممثلة الشابة ماجدة الزاوي في المهرجان نفسه.
وشهد الفيلم الذي يقوم ببطولته عزيز داداس وماجدولين الإدريسي وفدوى الطالب ومالك أخميس وهدى صدقي ومحمد الشوبي، إقبالا كبيرا من طرف الجمهور والعائلات التي رحبت بهذا الفيلم الذي يجمع بين الكوميديا والدراما في قالب متفرد.
ويحكي « في بلاد العجائب »، الذي جرى تصويره على بعد 80 كيلومتر من مدينة أزرو قصة سيدة ثرية ومتعجرفة تتميز بشخصية فريدة تضطرها الظروف إلى العيش رفقة عائلة فقيرة في جبال الأطلس حيث الظروف الصعبة والحياة المزرية.
ويسعى « في بلاد العجائب » من خلال مقاربة كوميدية تسليط الضوء على معاناة سكان المغرب العميق في جبال الأطلس حيث قساوة الطبيعة والبرد الشديد وغياب المرافق الضرورية وأبسط مستلزمات الحياة.
وتدور أحداث فيلم “حياة” للمخرج رءوف الصباحي في سفر شبيه بحياة إنسان، له نقطة انطلاق ونقطة وصول، وتتخلله عبر محطات متتالية جلسات شبه مغلقة نكتشف من خلالها شخصيات وعقليات مختلفة في تصوراتها ومواقفها ومرجعياتها الثقافية، إذ يدور الخط السردي للفيلم، على متن حافلة تقطع عدة مدن مغربية، إذ تحمل على متنها أصنافا من الأشخاص سمحت لهم الرحلة بنسج علاقات متداخلة في ما بينهم، ومكنتهم من الدخول في تبادلات ومشادات بعضها لطيف، وبعضها طريف إلى حد الصدمة، ولكنها تظل عاكسة لما يمكن أن يحدث أثناء الاجتماع البشري داخل الفضاءات الخاصة والعامة.
ويستقل الحافلة عدد مختلف من الشخوص مما يدل على أن الحياة – ومن هنا جاء عنوان الفيلم- في عمقها سفر مفتوح على كل احتمالات اللقاءات، وأن السفر حياة يصعب على الإنسان التكهن بخباياها، فاختار المخرج خوض غمار الدراما عبر نوع فيلمي صعب يتمثل في “أفلام الطريق”، وأن يستند إلى فكرة السفر كفلسفة ناظمة لرؤيته الموضوعاتية والبصرية لأمر في منتهى المغامرة، ولكنه سيحقق الأهم من خلال تلك الرحلة الفاتحة لأعيننا على الغنى الرمزي للحافلة، إذ يمكن أن تكون معادلا مجازيا لفهم المجتمع المغربي إذا تمثلناه فيها.
الفيلم من بطولة نخبة من الفنانين المغاربة من قبيل إدريس الروخ وعز العرب الكغاط ومالك أخميس ولطيفة أحرار وعبد الرحيم المنياري وسعاد النجار وأسامة بسطاوي وصالح بن صالح وصباح بن الصديق ونسرين الراضي ويونس بنشاقور ومريم باكوش والمهدي فلان وابتسام العروسي وهاشم بسطاوي وحسن باديدة، وسيناريو محمد منصف القادري ومحمد عهد بنسودة ورؤوف الصباحي، وإنتاج “نيو جينيريشن بيكتشرز” لمحمد الكغاط.
وسبق لفيلم “حياة” أن حاز على العديد من الجوائز في عدد من المحافل السينمائية الوطنية والدولية، من بينها جائزة أفضل صورة في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وجائزة أفضل فيلم في الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم الافريقي بهيلسينكي بفنلندا، وجائزة بلاتينيوم ريمي لأفضل مخرج أجنبي في الدورة 50 لمهرجان ريمي أوارد بهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.