أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، فاطنة الكحيل، يوم الجمعة بتامسنا، أن تنمية المدن الجديدة والأقطاب الحضرية الكبرى والمناطق الجديدة للتعمير تتطلب تعزيز التقائية السياسات العمومية، لتمكين هذه الأقطاب من دعم توازن الشبكة الحضرية والتحكم في النسيج الحضري بالمدن الكبرى والاستجابة للحاجيات السكنية وتوفير مستويات أفضل من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضحت السيدة الكحيل، خلال ترؤسها لأشغال الدورة الثانية لمنتديات الالتقائية الجهوية التي تنظمها مجموعة العمران حول موضوع “المشاريع الحضرية الكبرى: مجالات للالتقائية السياسات العمومية وعوامل للتنمية الجهوية المندمجة والمستدامة” على هامش الدورة السادسة لمهرجان تامسنا، أن انسجام السياسات العمومية يعد مبدأ أساسيا في الالتزامات الدولية التي انخرط فيها المغرب، خاصة تلك المتعلقة بإعادة النظر في النظم الحضرية قصد تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أفضل وأكثر استدامة.
وبعدما شددت على الأهمية التي تكتسيها المدن الجديدة باعتبارها جيلا جديدا من المشاريع العمرانية الكبرى التي يراهن عليها المغرب لتجاوز مضاعفات وتيرة التمدن السريع والنمو الديمغرافي والهجرة القروية، سجلت أن برامج التأهيل التي همت المدن الأربع الجديدة المنجزة من طرف مجموعة العمران، بما فيها تامسنا، ساهمت في تسريع بناء البنية التحتية والمرافق العمومية لهذه المدن.
وذكرت كاتبة الدولة، في هذا الصدد، بأن برنامج الدعم الذي تم التعاقد بشأنه لإعطاء دينامية جديدة لمدينة تامسنا بكلفة فاقت 537 مليون درهم، مكن إلى اليوم من استكمال تهيئة المنتزه المركزي، وإنهاء أشغال بناء مركب ثقافي ومركز للاستقبال والندوات ودار للشباب ومركب لملاعب القرب ومسجدين وإطلاق أشغال بناء ثلاثة مراكز سوسيو رياضية، كما يوجد في طور البناء أو الترخيص لمركب جامعي ومستشفى محلي وثلاثة مراكز صحية.
من جهته، أكد رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران، بدر الكانوني، أن اختيار المدينة الجديدة تامسنا لاحتضان التظاهرة تم اعتبارا لأهميتها كمشروع حضري مهيكل كبير، استطاعت الدولة من خلاله توفير بديل حضري لاستقرار حوالي 50 ألف نسمة بالمدينة.
وسجل أنه وبفضل مخطط الانطلاقة الجديدة، الذي أطلقته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في 2013، من خلال تعبئة استثمار فاق نصف مليار درهم، أصبحت المدينة مثالا حيا لنجاعة التقائية الجهود العمومية التي انخرط فيها كل الشركاء المؤسساتيين والخواص ومكونات المجتمع المدني، بغية التأسيس لذكاء ترابي جديد.
وقال إن منتديات الالتقائية تشكل مناسبة لتعزيز التواصل المؤسساتي والعمومي بين الفاعلين في مختلف البرامج، وفضاء جهويا يسمح لكافة الفعاليات المتدخلة بطرح قضايا تطوير القطاع وتحسين حكامة المشاريع التنموية، وأيضا الاطلاع على طبيعة الحاجيات وحجم الانتظارات المحلية.
من جانبه، سلط رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، السيد عبد الصمد سكال، الضوء على مجموعة من المشاريع الرامية إلى تطوير النموذج التنموي لمدينة تامسنا، والتي تشمل على الخصوص تعزيز شبكة التنقل والربط الطرقي للمدينة بمحيطها، وتنمية الأنشطة الاقتصادية بالمدينة ومحيطها.
وتهم المشاريع على الخصوص، يبرز السيد سكال، تعزيز شبكة النقل السككي بالجهة، من بينها إنجاز خط سككي يربط بين تمارة وتامسنا، إلى جانب مشاريع أخرى لتعزيز التنقل منها مساهمة مجلس الجهة ب100 مليون درهم لتجديد أسطول الحافلات، و200 مليون درهم مخصصة لمشروع تمديد خط الطرامواي إلى مدينة تمارة.
واستعرضت الخبيرة في المشاريع الحضرية الجديدة الكبرى بالشرق الأوسط، السيدة أولى عون، في كلمتها خلاصات ورشة الخبراء حول المشاريع الحضرية الكبرى وأهداف الأجندة الحضرية الجديدة.
وفي كلمة خلال افتتاح اللقاء، الذي حضره على الخصوص عامل عمالة الصخيرات تمارة، وخبراء في ميدان التعمير والتنمية الحضرية، تطرق رئيس الجماعة الترابية سيدي يحيى زعير، السيد رشيد ساجد، إلى الجهود المبذولة لجعل المدينة في مستوى التطلعات وتحقيق الطموحات.
وأكد أن مستلزمات التأهيل الحضري تفرض، أكثر من أي وقت مضى، وضع تصور جديد للتنمية الحضرية، يراعي التحديات الكبرى التي تواجه مدينة تامسنا، لكسب الرهان التنموي.
وشكل اللقاء مناسبة لإبراز أهمية دعم التنمية الترابية من خلال الدينامية التي يمكن أن تتأتى عبر توحيد والتقائية جهود كافة المتدخلين والشركاء.
وتحتفي مدينة تامسنا هذه السنة، بالدورة السادسة لمهرجانها الثقافي، الذي ينعقد ما بين 13 و18 مارس الجاري، “الأجندة الحضرية الجديدة.. المدن الجديدة والتنمية الجهوية”، وتشكل التظاهرة مناسبة سنوية للوقوف على مستوى تقدم تنفيذ مخطط الانطلاقة الجديدة والعمليات المبرمجة برسم السنة الجارية.
ويتضمن برنامج التظاهرة، التي تنظمها جمعية مهرجان تامسنا، التي تتزامن هذه السنة مع الذكرى الحادية عشرة لإطلاق مشروع “تامسنا”، المدينة الجديدة بجهة الرباط، أنشطة تتنوع بين الرياضة والثقافة والشعر والفن والنقاش وورشات فنية.
وتستند المدينة الجديدة تامسنا، الممتدة على مساحة 540 هكتار، منها 425 هكتار مخصصة للإسكان، حيث تسعى لتغطية 38 بالمائة من الحاجيات السكنية لمنطقة الرباط.، إلى عدد من نقاط القوة تتمثل أساسا في وجودها ضمن فضاء يتسم بنمو حضري قوي، قرب منطقتين صناعيتين، كما تتوفر على احتياط عقاري عمومي هام (1000 هكتار)، وتهيئة قائمة على شراكة بين القطاعين العام والخاص والاندماج الاجتماعي المتوازن.