أسندت الرابطة المحمدية للعلماء تسيير أعمال مركزها في الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام إلى الدكتورة فريدة زمرد، عضو المكتب التنفيذي للمؤسسة.
وأوضح بلاغ للرابطة أن إسناد هذه المهمة لزمرد، يأتي سيرا على النهج السديد الذي خطه أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، في مجال الحفاظ على الثوابت الدينية، وقياما بوظائف وواجبات الاجتهاد والبحث العلميين الرشيدين، ارتكازا على هاديات نصوص الوحي، واعتبارا لمقتضيات السياق، لتجلية معالم هدي دين الرحمة، بخصوص كافة الاستبانات ذات العلاقة بالقضايا النسائية في الإسلام.
كما ستشرف زمرد، يضيف البلاغ، على إصدار الصيغة الورقية المحكمة لمجلة “الرؤية”، المتخصصة في الدراسات النسائية، بعد أن كانت رقمية فقط، بالإضافة إلى استكمال عدد من التكوينات والأبحاث الجارية بالمركز.
وتعمل زمرد رئيسة هيئة تحرير مجلة “الرؤية”، وهي دكتورة في الدراسات الإسلامية تخصص التفسير وعلوم القرآن، أستاذة التعليم العالي بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، وعضو المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء، ورئيسة لجنة الدراسات والأبحاث بها.
وإلى جانب المشاركة في العديد من الندوات واللقاءات، قامت زمرد بإعداد دراسة علمية تحت عنوان “جرد مفاهيم نبذ العنف ضد المرأة في القرآن الكريم والسنة المطهرة”، ونشرت لها عدد من المؤلفات، منها “مفهوم التأويل في القرآن والحديث”، و”معجم المصطلحات القرآنية المعرفة في تفسير الطبري”، و”أزمة النص في مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد”، بالإضافة إلى مقالات وأبحاث نشرت بعدد من المجلات العلمية.
يذكر أن فكرة إنشاء مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، جاءت في إطار إعادة بناء المفاهيم والمصطلحات المفتاحية في ظل الرؤية القرآنية الكلية، وإعادة بناء ثقافة وتصورات الناس بقضية المرأة وغيرها، كما تم إطلاقه في إطار تفعيل مقتضيات الظهير الشريف المؤسس للرابطة المحمدية للعلماء في تنشيط حركة البحث العلمي في الدراسات الإسلامية عموما والإسهام في إغناء التراث الإسلامي بخصوص قضايا المرأة خصوصا.
ويهدف المركز، على الخصوص، إلى مراجعة التراث الإسلامي بخصوص قضايا المرأة والقيام بمقاربة شمولية لها في النصوص الدينية وفي الواقع المعيش، وسد الفراغ العلمي والبحثي في قضايا النساء في الإسلام، وإشاعة خطاب علمي هادئ ورصين حول القضايا النسائية في الإسلام، فضلا عن النظر المتفحص في القراءات التحررية من خلال نصوص الوحي وإعادة صياغتها وفق مقتضياته، وتجديد منظور الإسلام للمرأة على مستوى اجتهادات مختلف المذاهب الفقهية الإسلامية، وكذا إظهار التنوع الثقافي والتاريخي والاجتماعي للنساء في العالم المسلم، والسعي إلى إحداث التعارف بين مختلف هذه الصيغ في ضوء مقتضيات الوحي.
ويعمل المركز، أساسا، على عقد ندوات ومؤتمرات دولية، ونشر البحوث والرسائل الجامعية المتميزة التي تعنى بالقضايا النسائية في الإسلام، سواء باللغة العربية أو غيرها من اللغات، وإنشاء مكتبة متخصصة في القضايا النسائية تعمل على رصد كل ما أنتج حول النساء قديما وحديثا، فضلا عن عقد شراكات مع الجامعات ومراكز البحوث عبر العالم، وإصدار موسوعة حول المرأة والإسلام.