صراع محموم بين أخنوش والعثماني استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة

بدأت تلوح في أفق المشهد السياسي الوطني معالم المعركة الكبرى التي ستدور رحاها خلال محطة الانتخابات التشريعية المصيرية لسنة 2021،  بين عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، وغريمه سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. ويبدو على بعد أقل من ثلاث سنوات من الانتخابات البرلمانية المصيرية، أن المنافسة ستنحصر بين التجمع الوطني للأحرار الذي تواصل قيادته مسلسل إعادة هيكلة الحزب و تقويته وتعزيز منظماته الموازية ليحتل صدارة المشهد السياسي والانتخابي، وبين حزب العدالة والتنمية الذي يحاول أمينه العام الحالي استرجاع أنفاسه والحفاظ على قوته الانتخابية ليواصل احتلال صدارة موقعه الانتخابي خلال تشريعيات 2021.

بعد عقد مؤتمراته الجهوية وإحياء فروعه التي ظلت شبه ميتة طيلة سنوات، انكب عزيز أخنوش على تعزيز قدرات منظمة المرأة التجمعية، حيث تراس بمراكش نهاية الأسبوع الجاري القمة الأولى للمرأة التجمعية التي نظمتها منظمة المرأة التجمعية تحت شعار “المرأة المغربية: الإمكانات، التحديات والآفاق”.

في كلمته الافتتاحية، أكد عزيز أخنوش عزم الحزب المضي قدما في تعزيز دور ومكانة المرأة داخل مؤسسات الحزب والدفاع عنها داخل بنيات المجتمع لكي تضطلع بأدوارها الأساسية والإسهام في التنمية.

وذكر أخنوش بمساهمة المرأة التجمعية في صياغة مقترحات “مسار الثقة” الذي يشمل رؤية الحزب للنموذج التنموي الجديد، خاصة على مستويات التعليم والصحة والتشغيل.

أخنوش أعاد إلى الواجهة ضرورة دعم الكفاءات النسائية داخل التجمع، بما يجعل المرأة التجمعية قادرة على الانخراط في تأهيل الحزب لكي يحتل موقع الريادة في المشهد السياسي الوطني، مبرزا في هذا الصدد دور المرأة في تنزيل “مسار الثقة”. وتتطلع قيادة الأحرار، إلى ضخ دماء جديدة في فروع الحزب ومنظماته الموازية خاصة المنظمة النسائية والشبابية، لكي يضطلع بأدواره ويكون في مستوى التنافس لجعل الحزب ثوة أولى في المشهد السياسي والانتخابي.

بالمقابل، حرص سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال خرجاته الإعلامية الأخيرة بمناسبة انعقاد المؤتمرات الجهوية للحزب، على طمأنة أعضاء الحزب على أن الأخير لم يفقد بريقه، وأنه ما يزال مؤهلا ليلعب أدوار الريادة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ووجه العثماني رسالة أساسية، بمناسبة افتتاحه للمؤتمر الجهوي لحزبه بمدينة الرباط، اليوم الأحد، إذ أكد أن الحزب ما يزال قويا وموحدا، دون أن يخفي أو ينكر وجود عراقيل في الطريق، ومن يسميهم بالمشوشين.   واستحضر العثماني بالمناسبةعبد الرحمان اليوسفي، الذي قال إنه واجه عندما أصبح وزيرا أول الكثير من  الانتقادات والهجومات من داخل الحزب وخارجه، ومن الطبيعي أن تكون في الطريق هجومات، لكن “هذا لن يثنينا عن مواصلة  الإصلاح”.  وشدد العثماني على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الحزبي، لأنه شرط أساسي لاستمرار الحزب، معتبرا أن أكبر فخ يمكن أن يسقط فيه الحزب هو الانقسام”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة