وجهت الفنانة التشكيلية خديجة طنانة، التي تعرضت لوحات تضم رسوما لأوضاع جنسية متعددة، أو ما يعرف بـ”كاماسوترا”، للمنع، رسالة إلى وزير الثقافة والاتصال، محاولة تحريك البركة الآسنة للصمت المؤسساتي الذي نهجته الوزارة.
وقالت طنانة في راسلتها إنها اختارت أن تتوجه إلى الوزير بهذه الرسالة المفتوحة عبر وسائل الإعلام، بعد ما لازمت الوزارة الصمت إزاء منع لوحتها من العرض بمركز الفن الحديث بمدينة تطوان، وما أثاره هذا المنع من ردور فعل ونقاشات حول “الرقابة على الإبداع المتمثلة في إقصاء الطاقات المبدعة من المساهمة في تطوير المجتمع وإخراجه من بوتقة التخلف”.
وتساءلت طنانة: ما الذي أزعجهم في العمل علما بأن اللوحة تخاطب العقل، تحاول تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي انتشرت في مجتمعنا المغربي وتكسير الطابوهات القائمة على “الحياء المفتعل”؟ إنها تريد إثارة النقاش حول موضوع التربية الجنسية وضرورتها في المرحلة الحالية، بالنظر الي التوسع الكبير لظاهرة التحرش الجنسي الذي تعانيه المرأة المغربية، وما يترتب عليه من عنف، بسبب الكبت الذي آل إليه الشباب بفعل الصمت، وعدم تبني الدولة أسلوب الترشيد والتوجيه المعقلن في مراحل عمرية معينة من حياة المغاربة، ذكورا كانوا أم إناثا. ويبقي الأسلوب الفني هو ما أملكه للتعبير عن هذه الفكرة.
وأضافت “إن Kamasoutra ليست عملا استفزازيا، كان على هؤلاء المتعصبين أعطاء قراءة أكثر ذكاء”.
وأوضحت الفنانة التشكيلية أن اللوحة التي منعت من العرض “Kamasoutra” هي عمل فني بالدرجة الأولي مستوفي لجميع المقاييس الجمالية والفنية.
ودافعت الفنانة التشكيلية عن عملها، قائلة إن الغرض من استعمالها للجسد كسند في لوحاتها لا يتمثل في إثارة الشهوانية بل في التعبير عن إحساسها وموقفها إزاء القضايا العامة السياسية والاجتماعية.
وهاجمت طنانة قرار منع لوحاتها، واعتبرت أن التبرير الذي اعتمده المسؤول عن المركز الثقافي في تطوان، والذي لم يقدم بشأنه أي قرار رسمي مكتوب، بل وصلها عبر الصحافة فقط هو أن تطوان مدينة محافظة لا تمكن من عرض مثل هذه اللوحة التي بها صور”إباحية ” تخدش مشاعره، وأضافت “إن هذا الحكم هو حكم ذاتي لا يقوم على أي دليل. فمدينة تطوان كجميع المدن المغربية خضعت لمجموعة من التغيرات من بينها نوعية الساكنة، إذ توجد بها الآن شرائح متنوعة من السكان: محافطين، حداثيين، لبراليين ..الخ، وتابعت متحدثة عن المسؤول صاحب قرار منع اللوحات، “إن ما يثير الإنتباه في كلامه هو أنه نصب نفسه محاميا على المجتمع التطواني، يخاف عليه من أن تخدش مشاعره وأصدر حكمه على العمل على أساس أنه إباحي بالمعني السلبي للكلمة.