خرج متسلق اسباني، يوم السبت، محاولا تسلق قمة بيكنوسن، 4007 متر، عبر تيزي نتضات 3800 متر، وأعلن عن اختفائه، مساء اليوم ذاته، وتم تحديد مكانه، اليوم الموالي الأحد منتصف النهار، من طرف عون سلطو (المقدم) بعد حوالي 18 ساعة من البحث.
وحمله بعد ذلك أبناء المنطقة من مكان السقوط إلى مأوى توبقال حيث حملت جثته هيليكوبتر الدرك الملكي.
وكان سائح أجنبي، يحمل الجنسية البريطانية، من هواة تسلق الجبال، لقي يوم الأحد 11 مارس، مصرعه بعد سقوطه في حفرة عميقة قرب جبل توبقال بمنطقة إمليل بجماعة آسني، حيث كان في رحلة استكشافية.
وسقط الهالك من مرتفع حينما كان يهم بصعود إحدى قمم جبل توبقال بإقليم الحوز، قبيل وصوله إلى القمة بزهاء عشر دقائق من التسلق، ما تسبب في مقتله على الفور.
وجدير بالإشارة إلى أن تسلق الجبال يتطلب استعداد بدني واستعداد نفسي دون إغفال ساعات نوم كافية خلال الأيام التي تسبق التسلق وصحة جيدة.
كما أن تسلق الجبل منفردا خطر ما بعده خطر، إذ المطلوب على الأقل أن لا يقل عدد المتسلقين عن ثلاثة أشخاص (حتى إن وقع حادث، الشخص الثاني يظل مع المصاب، والثالث يذهب لإخبار أقرب مأوى أو تجمع سكاني وطلب المساعدة).
والمطلوب، أيضا، عدم الصعود المتسلسل والمتوالي للقمم في مدة زمنية قصيرة (حادث الإسباني، بعد نزوله من قمة توبقال قرر الصعود لقمة أخرى بعد الظهر).
كما أن صعود القمم يجب أن يكون قبل الفجر، حيث احتمالية ملاءمة الجو أكبر من الصعود وسط النهار حيث تكثر الرعدات المطرية والعواصف الثلجية بالإضافة للرياح القوية.
وتفرض رياضة التسلق ارتداء ملابس فاقعة ليتمكن أي شخص من تحديد المتسلق وسط الصخور أو وسط الثلوج.
ومن الضروريات، أيضا، في هذه الرياضة، مرافقة مرشد أو مرافق محلي ملم بالمنطقة (تضاريس، تقلبات جوية، خبرة سنوات، لهجة محلية، استعداد بدني .. ) لا غنى عنه وهو أمر يجب أن يصير مفروضا من طرف السلطات.
ويتطلب إخبار أفراد أسرة أو أصدقاء ملمين بالتسلق بالمسار الذي سيقطعه المتسلقون والساعات المحددة له، ليتمكن من إخبار السلطات إن تأخروا عن موعد العودة.
كما أن الارتفاع عن سطح البحر يؤدي لفقدان التركيز وهو ما يجعل بعض القرارات مخالفة للصواب، والمرشد قادر حين مرافقة أي فريق لأخذ القرار الصائب وتحمل مسؤوليته بإمكانية الصعود من عدمه.
ومن المطلوب، أيضا، عدم اغترار المتسلق بنفسه، والالتزام بقرار إلغاء أي تسلق إن كانت الظروف الجوية خطرة.