أطلق حزب العدالة والتنمية حوارا داخليا مقننا لتجاوز الأزمة التي يشهدها الحزب، وأصدرت الأمانة العامة للحزب “ورقة منهجية الحوار الداخلي”، لتأطير الحوار الداخلي، تنفيذا لخلاصات المؤتمر الوطني الثامن للحزب حول توجهات المرحلة المقبلة التي نصت على “إطلاق حوار سياسي داخلي، عبر الفضاءات والآليات المؤسساتية المناسبة وفي الوقت المناسب”.
وعاش الحزب صراعا داخليا قبيل المؤتمر الوطني الثامن، كاد أن يعصف به، حيث تبادل صقوره وكتائبه الاتهامات في ما بينهم، بلغ إلى حد تخوين بعضهم البعض.
ودعت الورقة، التي حصل “إحاطة” على نسخة منها، إلى إنجاز قراءة جماعية للسياق العام الوطني والحزبي بين المؤتمرين الوطنيين السابع والثامن، مع تقييم تجربة الحزب السياسية وما راكمه من منجزات ومكاسب وما تخلل أداءه من قصور على المستوى السياسي العام.
ودعت الورقة، أيضا، إلى تشخيص الذات الحزبية، ورصد الصعوبات التنظيمية، والتواصلية، التي كشفت عنها المرحلة السابقة، إلى جانب بلورة مداخل الإصلاح الفكري والمنهجي والسياسي والمؤسساتي والتنظيمي، والذي من شأنه أن يشكل أداة لانطلاقة متجددة للحزب.
وحددت الأمانة العامة في الورقة ذاتها الضوابط التي ينبغي مراعاتها في هذا الحوار، على رأسها أن يكون حوارا تراكميا، يستفيد من مكتسبات الحوار الوطني المنجز سنة 2008، تشارك فيه مختلف هيئات الحزب الوطنية والمركزية والموازية والمجالية، ويسهم فيه أيضا باقي مناضلات الحزب ومناضليه، سواء بطريقة مباشرة أو عبر الصيغ والمنصات المفتوحة التي ستحدثها لجنة الحوار الداخلي.
وتتولى الأمانة العامة الإشراف على ورش الحوار الداخلي على أن تقوم لجنة معينة من قبلها بمهمة إدارة هذا الحوار.